أقدم مؤخرا مكتب مجلس مقاطعة طنجة المدينة على تفكيك مركز الإعلام و التواصل، الذي أحدث في عهد المجلس السابق، وإتلاف معداته، وتخصيص مقره لمكاتب الأعضاء، وهو ما أثار جدلا حول الهدف من وراء ذلك. وجاء تفكيك مكتب الإعلام والتواصل بمقاطعة طنجة المدينة مباشرة بعد أن قام مكتب المجلس الحالي بتوقيف الموقع الإلكتروني للمقاطعة، والذي كان يعتبر أداة للتواصل مع المواطنين في الداخل والخارج، ووسيلة للتسيير والتنشيط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والجمعوي. وكانت رئاسة المجلس السابق لهذه المقاطعة توصلت في منتصف سنة 2007 بطلب انخراط مجلس مقاطعة طنجة المدينة في برنامج «أنمار»، وهي شبكة للتوأمة بين المدن الأندلسية والمغربية. ويشكل برنامج «أنمار» إطارا للتعاون بين مدن شمال المغرب ومنطقة الأندلس الإسبانية، في إطار التشارك بين الجماعات المحلية والأقاليم المغربية والأندلسية لتقوية العلاقات بين الطرفين في مجال التنمية البشرية المحلية. كما مكن هذا البرنامج من إبرام عدة اتفاقيات للتعاون بين مختلف الأطراف عن طريق تبادل البرامج واللقاءات من أجل تبادل التجارب الجيدة في مجال التسيير الجماعي وفي مجال التنمية الاقتصادية المحلية والتواصل الثقافي. وكان مشروع «أنمار» عرف انخراط عدة جماعات وعمالات بجهة طنجة تطوان بعد أن كشف عدد من الدراسات وجود إشكاليات عامة مرتبطة بالخصاص الذي يعانيه العنصر البشري في مجال استعمال المعلوميات، إضافة إلى افتقار الإدارة المحلية لوسائل عمل حديثة وعدم اعتمادها الأنظمة المعلوماتية في تدبير شأنها المحلي، وغياب شبكة الأنترنيت كأداة للعمل، واستمرار هيمنة الطرق التقليدية في تواصل الموظفين والمنتخبين مع المواطن والمحيط الخارجي. كما يهدف مشروع «أنمار»، حسب المسؤولين عنه، إلى تحديث وسائل العمل الإداري وبناء إدارة عصرية انطلاقا من تجارب بلديات وأقاليم الأندلس باسبانيا. وكان المجلس السابق لمقاطعة طنجة المدينة صادق في دورته العادية لشهر يونيو 2007 على انخراط مجلس المقاطعة في المشروع، وهو ما مكنه من تحديث أداء المقاطعة من حيث تكوين وتأهيل الموارد البشرية، سواء عبر استعمال التكنولوجيا المعلوماتية الحديثة واعتمادها كأداة في التسيير والتواصل، أو من حيث تزويد الإدارة بأجهزة نظام معلوماتي للتواصل داخليا وخارجيا. يذكر أن مشروع «أنمار» كان يرتقب أن يتم عبر مرحلتين. المرحلة الأولى تتعلق بالتكوين الخاص بالموظفين وتجهيز مركز التكوين والتواصل وإحداث موقع الكتروني للتكوين على الخط لتمكين المستفيدين من تعميق تكوينهم ومعرفتهم. والمرحلة الثانية تتعلق بتجهيز الإدارة وخلق شبكة داخلية للتواصل، وشبكة إنترنيت بين الإدارات المعنية وذلك بشراكة مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية في إطار مشروع «آرت كولد»، مع الاستمرار في التكوين الخاص لجمعيات المجتمع المدني، وضرورة إشراك المرأة في ميدان التكوين والتأهيل. ويحظى برنامج «أنمار» بدعم من طرف عدة شركاء من بينهم مديرية الجماعات المحلية بوزارة الداخلية، وفدرالية بلديات ونيابات إقليم الأندلس بإسبانيا، والصندوق الأندلسي للبلديات من أجل التضامن الدولي، والوكالة الاسبانية للتعاون الدولي، والوكالة الأندلسية للتعاون الدولي، وبرنامج «آرت كولد» للأمم المتحدة. وكانت المرحلة الأولى للمشروع أنجزت في عهد المجلس السابق عبر تجهيز المركز بالمعدات المعلوماتية والبصرية الضرورية، وتكوين 40 موظفا وموظفة تلقوا شهادات في نهاية مرحلة التكوين. يذكر أن شركاء المشروع كانوا قد عقدوا ندوة بطنجة أيام 14 و15أكتوبر الماضي لتحديد مراحل إنجاز المرحلة الثانية ابتداء من بداية السنة المقبلة بعد الإفراج عن الميزانية المخصصة لذلك، غير انه تم تسجيل غياب مسؤولي المقاطعة عن الندوة رغم أنهم توصلوا باستدعاءات.