يبدو أن مسلسل استقطاب الوجوه الانتخابية التي لها تجربة في العمل الجماعي في الدارالبيضاء من قبل حزب الاتحاد الدستوري ما يزال متواصلا، على الأقل إلى حدود الأسابيع الأخيرة التي تسبق إجراء الانتخابات الجماعية. آخر الوجوه الانتخابية التي التحقت بحزب الحصان، الذي يقوده العمدة محمد ساجد، هو الطاهر اليوسفي، عضو مجلس مدينة الدار البيضاء وأحد الوجوه التي خبرت منذ سنوات طويلة العمل الجماعي في العاصمة الاقتصادية. وقال مصدر ل"المساء" إن الطاهر اليوسفي التحق بحزب الاتحاد الدستوري بعد خلاف حول القضية المرتبطة يترؤس اللائحة الانتخابية في مقاطعة الحي الحسني باسم التجمع الوطني الأحرار، حيث لم يستسغ اليوسفي عدم التفكير في وضعه على رأس اللائحة، إضافة إلى الإصرار الكبير للعمدة محمد ساجد من أجل انخراط اليوسفي في حزب الاتحاد الدستوري، لضمان حضور للحزب في هذه المنطقة، لاسيما أن الرجل يتوفر على قاعدة شعبية، خاصة في منطقة الحي الحسني. وقدم الطاهر اليوسفي إلى حزب الاتحاد الدستوري من حزب التجمع الوطني للأحرار، حيث كان واحدا من مناضلي هذا الحزب وواحدا ممن يمثلونه في مجلس المدينة، ولم يكن أحد يتوقع أنه سيأتي يوم يفكر فيه في مغادرة التجمع الوطني للأحرار، إلا أنه بمجرد أن قاد ساجد حزب الاتحاد الدستوري حتى بدأ الحديث ينصب حول إمكانية التحاق اليوسفي بالحزب، خاصة إذا لم تتم الاستجابة إلى مطالبه في حزب الأحرار، وهو ما وقع بالفعل خلال الأيام الأخيرة، حيث انضاف اليوسفي إلى العديد من الأسماء والوجوه الانتخابية التي انضمت قبل أسابيع إلى حزب الحصان. وأكد مصدر مطلع أنه من خلال قراءة بسيطة للأسماء التي التحقت بحزب الاتحاد الدستوري في الأسابيع الأخيرة في العاصمة الاقتصادية والتحركات الأخيرة لأمينه العام، يظهر أن هذا الحزب الذي اعتاد لسنوات طويلة قيادة الجماعة الحضرية للدارالبيضاء سيكون معادلة صعبة في الخريطة السياسية الجماعية والجهوية في الدارالبيضاء، لاسيما أن بعض الأسماء التي انضمت إليه لها تجربة في العمل الجماعي. وإذا كان بعض المقربين من ساجد يؤكدون أن الرجل استطاع أن يقنع بعض الوجوه الانتخابية بالالتحاق بحزبه في فترة قصيرة جدا، فإن عددا من خصومه السياسيين يؤكدون أن الرجل اختار الطريق السهل، على اعتبار أنه استغل الخصومة السياسية بين بعض الملتحقين بحزبه وأحزابهم الرئيسية، مؤكدين أن ساجد كان عليه أن يبذل مجهودا كبيرا ويضع الثقة في وجوه جديدة وشابة عوض تبني سياسة استقطاب الأشخاص الذين بإمكانهم أن يرجحوا كفة الحزب في الانتخابات الجماعية، دون أن تكون لهم أي علاقة بهذا الحزب، إلا أن رأيا آخر يؤكد أن العمل الجماعي والانتخابات الجماعية لا يهم فيها اللون السياسي وكل ما يهم هو استقطاب وجوه لها الخبرة وتتوفر على الكفاءة، على اعتبار أن العمل السياسي في الجماعات المحلية يكون في أغلب الأحيان في المرتبة الثانية بعد الحضور القوي للشخص في دائرته الانتخابية وقربه من المواطنين.