تعرض طبيب أخصائي رئيس مصلحة بالمركز الاستشفائي الجهوي الفارابي بوجدة، خلال الأيام الأخيرة، لاعتداء جسدي من طرف حارس أمن خاص مكلف بحراسة المصلحة لا يتجاوز عمره العشرين سنة، كما لم يسلم رئيس مصلحة جراحة الأطفال، في اليوم الموالي، من اعتداء على يد حارس أمن خاص ثان على مرأى ومسمع من المرضى والممرضين بقسم المستعجلات . حادث الاعتداء الأول وقع، حسب مصادر مسؤولة بالمستشفى، بعد أن قام الطبيب الضحية بإعطاء توجيهات تنظيمية لحارس الأمن الخاص الذي جيء به من طرف الشركة المكلفة بالحراسة والذي رفضها متحججا بأن الأوامر التي ينفذها لا يتلقاها إلا من رئيسه، وهو الأمر الذي استغربه الطبيب وطلب من ممرض استدعاء المسؤول عن الشركة الخاصة لاستفساره. وفي الوقت الذي همّ الطبيب الضحية بالدخول إلى المصلحة فوجئ بالحارس يعتدي عليه بالضرب من الخلف، قبل أن يتدخل بعض الحاضرين لثنيه عن فعلته قبل أن يسلم ساقيه للريح دون أن يظهر له أثر، في الوت الذي سجل اليوم الموالي حادثا مماثلا كان ضحيته رئيس مصلحة جراحة الأطفال بعد أن تهجم عليه حارس أمن خاص موجها له عبارات حاطة من الكرامة. وبالرغم من وجود كاميرات المراقبة التي اقتنتها إدارة المستشفى من شركة حراسة خاصة التي قدرت بمبالغ هامة، والتي تنص في دفتر تحملاتها على تشغيلها 24/24، إلا أن واقعة الاعتداء ظهرت بشكل رديء جدا، مما يضع علامات استفهام عديدة حول مدى احترام الشركة لمعايير الجودة. من جهة أخرى، تشير أصابع الاتهام إلى عدد من حراس الأمن بالمستشفى، بتواطؤهم سواء مع المرضى، أو الوافدين لزيارتهم في سلوكيات غير محمودة وتعنيف المواطنين الوافدين على المستشفى وسوء معاملتهم للمرضى الذين يلجون قاعة الفحص في حالة نفسية متأزمة تنعكس على صحتهم وتواصلهم مع الطبيب.. واجب وزارة الصحة والمسؤولين الصحيين، حسب نفس المصادر، اتخاذ إجراءات زجرية في حق الشركات المتعاقدة معهم، حماية لأطر وزارة الصحة العاملة بالمستشفيات والمراكز الصحية حتى لا تتحول المستشفيات إلى "أسواق" و"ساحات" للاعتداء على الأطباء والممرضين والأعوان والزائرين والمرضى دون رادع للمعتدين، وتحويل مراكز الاستشفاء إلى ساحة للمواجهة، باعتبار أن هذه الاعتداءات تؤدي إلى شلل تام في مصالح المستشفى، وهو الأمر الذي لا يصب البتة في مصلحة المرضى وتنقص من احترام البذلة البيضاء.