تعرض ممرضة في مصلحة التوليد في مستشفى الغساني في فاس، يوم أمس الخميس 6 يونيوالجاري ، إلى اعتداء من طرف زوج إحدى الحوامل لم يحن بعد وقت وضعها، ولم هاجم الضحية "لمياء.ك" بواسطة قنينة، وتسبب لها بجرح غائر في الوجه، إضافة إلى كسور على مستوى الأنف، يعيد مرة أخرى سؤال أمن وسلامة الشغيلة الصحية . فطالما نشرت وسائل الإعلام المكتوبة حالات اعتاد مشابهة تعرض إليها ممرضات وممرضوان و.طبيبات وأطباء دون أن تلقى صداها الإيجابي لدى المسؤولين . لقد أضحت حالات الاعتداءات على العاملين بالقطاع الصحي ظاهرة مقلقة ، والجميع يعلم أن هذه الاعتداءات تتراوح بين التعنيف اللفظي وتنتهي بالاعتداء الجسدي مهما وقع في مستشفى الغساني بفاس الذي أصبح العنوان الصارخ للاعتداء على أصحاب البذلة البيضاء. نذكر في رسالة ألأمة أننا نشرنا خبر الاعتداء على ممرضة بالحي المحمدي بالدارالبيضاء ، واستنتجنا أن الوضع الأمني بالمراكز الصحية والمستوصفات لا يقل خطورة عن المستشفيات الجامعية . نعم لقد تم اعتقال الجاني بفاس من طرف المصالح الأمنية ، وأعلنت الوزارة الوصية عن مؤازرة الضحية و ومتابعة كل من سولت له نفسه الاعتداء على الشغيلة الصحية . لكن الأمر يحتاج إلى أكثر من المؤازرة وإعلان النوايا ، إذ يقتضي اعتماد استراتيجية عاجلة لحماية أمن وسلامة الأطر الصحية التي لم تستطع شركات الحراسة تأمينه ، حيث تبقى مهمة توفير الأمن للعاملين بالمستشفى رهينة مزاجية الحارس الخاص وضميره المهني ، ومدى قدرته جسديا ونفسيا لمواجهة التعنيف اللفظي والجسدي الذي قد يكون هو الآخر ضحيته . على وزارة الصحة أن تقتدي بالاسترتيجية الثنائية بين وزارة الداخلية ووزارة التربية الوطنية ، والتي بمقتضاها تم إحداث الأمن المدرسي فلما لا يتم إحداث أمن المستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات . هذا من الجانب التقني للعملية ، أما في جانبها السيياسي فالأمر يتعلق بتجويد الخدمات الصحية وتوفير الموارد البشرية الكفيلة بالاستجابة لانتظارات المواطنين ، وتوفير ا وسائل العمل بغية امتصاص غضبهم من رداءة الخدمات الصحية التي يؤدي فاتورتها في المبتدأ والخبر رجال ونساء الصحة .