ساعات قليلة بعد مصرع النائب العام المصري هشام بركات، خرج زعيم الانقلابيين، عبد الفتاح السيسي، بتصريحات خطيرة تتعلق بعزمه تشديد الخناق على المصريين عبر ما سماه «العدالة الناجزة». السيسي، الذي لا يدع فرصة لترسيخ ركائز حكمه الانقلابي في مصر، أكد أن أحكام الإعدام الصادرة في حق الرئيس المنتخب محمد مرسي وقيادات الإخوان المسلمين ستنفذ، معتبرا مصر في الوقت الحالي بحاجة إلى محاكم وقوانين تحارب ما أسماه «الإرهاب». لقد كان الجميع يتوقعون أن يشكل مقتل النائب العام المصري منعطفا حاسما في موقف عبد الفتاح السيسي مما يجري في أرض الكنانة، بشكل يعيد النظر في طريقة التعامل مع الأحداث والقطع مع سياسة القبضة الأمنية الحديدية والقمع والدكتاتورية، على اعتبار أنها لم تفض إلى حل، لكن الرجل أبى إلا أن يسير في اتجاه إخراج حلقات جديدة من مسلسل سفك دماء المصريين، الذي أسس له في مجزرة «رابعة»، التي أجمع العالم على اعتبارها جريمة ضد الإنسانية. إن أشد ما نخشاه هو أن تحمل الأيام المقبلة مزيدا من سفك الدماء والحزن والأسى في مصر، خاصة أن السيسي أبان عن نية مضمرة في «إبادة» كل قيادات جماعة الإخوان المسلمين ومن يوالونهم، وكشف بالملموس أنه مستعد لنصب المشانق في الساحات من أجل تنفيذ مخططه الانقلابي دون أن يرف له جفن. لقد كان الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي واضحا حينما تشبث بالشرعية والسلم في مواجهة الانقلابيين، وموقفه هذا لازال قائما لم يتزحزح، لأنه مقتنع حتى النخاع بضرورة حقن دماء المصريين، في مواجهة انقلابيين يؤمنون، هم كذلك، حتى النخاع بأن سفك الدماء هو الطريق الوحيد نحو حكم المصريين.