قال تقرير اقتصادي إن جولات الملك في غرب أفريقيا وأفريقيا الوسطى، تهدف إلى تعزيز استراتيجية البلاد الرامية إلى تقوية المبادلات التجارية مع جيرانها الأفارقة، وخلق علاقات على المستوى الاستثماري في جنوب الصحراء. التقرير الصادر عن مؤسسة أكسفورد بيزنيس صدر مؤخرا، واعتبر أن الدولة المغربية انتقلت على مر السنوات الأخيرة إلى مرحلة مد حضورها الاقتصادي في المنطقة الأفريقية. وأشارت دراسة المؤسسة إلى أن الرحلات التي قام بها الملك محمد السادس إلى الأسواق الأفريقية، قد أظهرت أهداف المملكة التي تبتغي تسهيل الاستثمارات وتطوير التعاون الاقتصادي، حيث اعتبرت أن هذه الجولة هي الثالثة من نوعها إلى المنطقة في ظرف ثلاث سنوات، والتي همت كلا من السينغال وساحل العاج، وغينيا بيساو والغابون. وأشارت الدراسة ذاتها إلى أن الزيارة الأخيرة للملك، أسفرت عن توقيع عشرات اتفاقيات التعاون، خصوصا في المجال التقني، والاستثمارات، إلى جانب اتفاقيات تخص القطاع الفلاحي. واعتبرت أن هذه الاتفاقيات الجديدة تنضاف إلى الاتفاقيات التي تم توقيعها بين المغرب واقتصاديات جنوب الصحراء، على مر السنوات الأخيرة، والتي تنضوي تحت لواء استراتيجية شاسعة تهدف إلى تعزيز التبادل التجاري والاستثمار بين المملكة ودول المنطقة. وقارنت الدراسة بين وضعية اقتصاد الشريك الاقتصادي الأول للمملكة، حيث اعتبرت أن أوربا تعيش فترات صعبة، بينما شهدت المملكة على مر السنوات الأخيرة، تطورا مهما، حيث استفادت من تعزيز علاقاتها مع شركاء تجاريين خارج منطقة الأورو. ونتائج هذا التموقع الجديد للمغرب، حسب الدراسة ذاتها، يتمثل في التبادل التجاري بين المغرب وبلدان جنوب الصحراء، حيث يسجل منذ سنة 2003 وإلى غاية سنة 2013 ارتفاعا سنويا بنسبة 12 بالمائة. أما صادرات المملكة نحو دول المنطقة فقد أظهرت هي الأخرى، نموا جد ملحوظ، بارتفاع سنوي بلغ 18 بالمائة. ورغم أن الدراسة اعتبرت أن هذه الأرقام لازلت متواضعة، نتيجة تمثيلها لأقل من 7 بالمائة من مجموع المبادلات التجارية للمملكة، إلا أنها اعتبرت أن المغرب بإمكانه الرفع من هذه الأرقام لتبلغ مستويات جد مهمة. واعتبرت أن السر يكمن في تسريع المغرب لتحرير تبادله التجاري مع الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا، إذ اعتبرته عاملا جد حاسم في رفع المغرب من رقم مبادلاته التجارية مع إفريقيا، خصوصا أن هذا الاتحاد يضم دولا من بينها السنيغال وساحل العاج والنيجر ومالي والبنين، وهي الأسواق التي تتواجد فيها العديد من المقاولات المغربية في إطار استراتيجية التوسع التي تنهجها المملكة. وبذلك دعت الدراسة المغرب إلى تسريع توقيع اتفاق التبادل الحر بوصفه عاملا سيعزز من مكانة المغرب، بوصفه قاعدة للاستثمار، وسيفتح أمامه مناطق نفوذ أكثر في القارة الأفريقية. كما اعتبرت الدراسة أن حضور مجموعة من المقاولات المغربية فوق الأراضي الأفريقية يعزز هو الآخر حضور المملكة في المنطقة، خصوصا تواجد الأبناك المغربية في 20 بلدا أفريقيا. وخلصت الدراسة إلى أن المسار الذي اتبعه المغرب في منطقة أفريقيا، يسمح للمستثمرين والمصدرين المغاربة بالحصول على فرص جديدة، كما أنه أيضا يرفع من جاذبية المملكة بوصفها بوابة ولوج إلى المنطقة.