ذكرت مجموعة "أوكسفورد بيزنس"، أمس الثلاثاء، أن الجولة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤخرا، إلى غرب ووسط إفريقيا تؤكد الاهتمام المتنامي للمملكة لتطوير علاقات تعاونها مع بلدان القارة . وأضاف المركز البريطاني في بحث له أن المغرب عمل خلال السنوات الأخيرة على توسيع حضوره الاقتصادي في القارة الإفريقية، مذكرا بهذا الصدد بالأهمية والبعد الاستراتيجي للزيارات التي قام بها جلالة الملك لبلدان غرب ووسط إفريقيا.
كما ذكر بأن الجولة الملكية، التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مايو الماضي، إلى السنغال وغينيا بيساو وكوت ديفوار والغابون، توجت بالتوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون في المجال التقني والفلاحي والتكوين المهني والصحة والصيد البحري وغيرها.
وأكد خبراء المجموعة أن هذه الاتفاقيات الجديدة جاءت لتنضاف إلى المعاهدات الموقعة سلفا بين المغرب وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء خلال السنوات الأخيرة وتندرج ضمن استراتيجية تروم تحفيز المبادلات التجارية واستثمارات المملكة في المنطقة.
وأوضحوا أنه في الوقت الذي تواجه فيه أوروبا، الشريك الرئيسي التقليدي للمغرب، صعوبات اقتصادية، عرف المغرب كيف يستفيد خلال السنوات الأخيرة من هذه الوضعية، وذلك بالخصوص، عبر تعزيز علاقاته مع شركاء تجاريين خارج منطقة الأورو، ولاسيما بإفريقيا، وهو ما يفسر تسجيل المبادلات التجارية بين المغرب وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء ارتفاعا سنويا بنسبة 12 في المائة ما بين 2003 و2013.
ونقلت مجموعة "أوكسفورد بيزنس"، عن بيانات لوزارة الاقتصاد والمالية، أن الصادرات المغربية نحو إفريقيا تسجل ارتفاعا سنويا ملموسا، بنسبة 18 في المائة، مع أن الأحجام الإجمالية تبقى متواضعة من حيث الأرقام المطلقة، لتمثل أقل من 7 في المائة من مجموع المبادلات التجارية.
وذكرت كذلك بأنه سبق للمغرب أن ألغى ديون البلدان الأقل نموا بغرب ووسط إفريقيا، مبرزة أهمية التوصل إلى اتفاق للتبادل الحر بين المملكة والاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا للرفع أكثر من المبادلات بين الطرفين.
ويضم هذا الاتحاد ثمانية بلدان من بينها السنغال وكوت ديفوار والنيجر ومالي والبنين، والتي تمثل أسواقا حيث توجد عشرات المقاولات المغربية في إطار استراتيجيتها للتوسع.
وبحسب المجموعة، فإن المغرب يعتزم التفاوض بشأن شراكات تجارية مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، التي تتشكل من 15 عضوا، والمجموعة الاقتصادية والنقدية لدول وسط إفريقيا ، التي تتكون من ستة أعضاء.
وسجلت أنه خلال السنوات العشر الأخيرة، عززت المقاولات المغربية، وبالخصوص مؤسسات مالية، حضورها في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، موضحة أن البنوك المغربية حاضرة في أزيد من 20 بلدا إفريقيا، ومن بينها التجاري وفا بنك والبنك المغربي للتجارة الخارجية، التي اقتنت حصصا من بنوك إفريقية غداة الأزمة المالية العالمية، وذلك في الوقت الذي انسحبت فيه المؤسسات المالية الأوروبية من الأسواق الصاعدة لتركز اهتمامها على المناطق الاقتصادية الرئيسية.
ورأى خبراء مجموعة "أوكسفورد بيزنس" أن التعزيز المضطرد للعلاقات الاقتصادية والتجارية للمملكة مع إفريقيا لا يتيح فقط فرصا جديدة بالخارج للمستثمرين والمصدرين المغاربة، وإنما يرفع أيضا جاذبية البلاد باعتبارها بوابة للولوج إلى إفريقيا.