نوه المكتب البريطاني لدراسات الذكاء الاقتصادي «أوكسفورد بيزنس غروب»، بالجهود الحثيثة التي يبذلها المغرب من أجل تعزيز التعاون جنوب جنوب، مؤكدا أن المملكة مؤهلة للاستفادة من علاقات التعاون التي تربطها مع دول وسط وغرب إفريقيا بالخصوص. وأبرزت أوكسفورد بيزنس غروب، وهي مجموعة تفكير مرموقة على الصعيد الدولي، أن هذه الجهود تأتي في ظل سياق يتسم بالركود الاقتصادي على المستوى العالمي والذي مازال يرخي بظلاله القاتمة على المبادلات التجارية مع منطقة اليورو، التي تعد الشريك التجاري الأول للمغرب. وذكرت بالاتفاقيات التي وقعها المغرب في شهر مارس الماضي مع كل من السنغال وكوت ديفوار والغابون، مؤكدة أن من شأن هذه المعاهدات أن تساهم في تعزيز الروابط الاقتصادية بين المملكة ودول وسط وغرب إفريقيا. وأكدت مجموعة التفكير البريطانية أن هذه الاتفاقيات تندرج في إطار الجهود التي تبذلها المملكة لتطوير مبادلاتها التجارية وتعزيز حضورها داخل القارة الإفريقية، مضيفة أنه بالرغم من توقيع المغرب لنحو 500 اتفاق مع أزيد من أربعين دولة تشمل مختلف المجالات الاقتصادية خلال السنوات العشر الماضية، فإن مبادلاته مع الدول الإفريقية لا تمثل سوى خمسة بالمائة من حجم التجارة الخارجية للمملكة. وأبرزت «أوكسفورد بيزنس غروب» أن المغرب يسعى منذ سنوات إلى تجاوز هذه الوضعية، مشيرة إلى أن المبادلات التجارية للمملكة مع القارة الإفريقية عرفت دفعة كبيرة في أعقاب الزيارات الرسمية التي قام الملك محمد السادس للسنغال وكوت ديفوار والغابون في مارس الماضي. وأشارت إلى أهمية الاستثمارات التي قامت بها الشركات المغربية في دول عديدة بمنطقة غرب إفريقيا، ولاسيما في قطاعات الأبناك والاتصالات والتأمينات. وحسب تقرير مكتب الدراسات البريطاني، فإن هذه المبادرات تندرج في إطار توجه شمولي انطلق منذ بداية الألفية الثالثة ويروم تطوير التعاون الإقليمي، مشيرة إلى أن المغرب أعلن خلال قمة إفريقيا أوربا التي انعقدت سنة 2000 عن إلغاء مجموع ديون الدول الإفريقية الأقل تقدما ورفع الحواجز الجمركية أمام منتوجاتها الموجهة للسوق المغربية. وأضافت أن من تداعيات هذا القرار، ارتفاع مبادلات المغرب مع دول إفريقيا جنوب الصحراء بنحو 300 بالمائة خلال الفترة ما بين 2000 و2010، حيث انتقلت من3.6 مليارات درهم إلى 11.7مليار درهم. واعتبرت (أوكسفورد بيزنس غروب) أنه بالرغم من هذه الجهود والتطور الكبير، فإن المبادلات مع دول إفريقيا جنوب الصحراء تظل ضعيفة ودون المستوى المأمول، حيث لا تمثل سوى 2.6 بالمائة من إجمالي المبادلات التجارية للمغرب، مؤكدة أنه بالإمكان تغيير هذا الواقع مع الشروع في تطبيق وتفعيل مقتضيات اتفاقيات التعاون الثنائية التي وقعها المغرب مؤخرا مع كل من السنغال وكوت ديفوار والغابون.