في تطور جديد لمسار العلاقات المغربية الإيرانية المنقطعة منذ شهر مارس الماضي، كشف مصدر رفيع المستوى عن عقد لقاء «سري» بين محمد اليازغي، وزير الدولة، وأحمدي نجاد، الرئيس الإيراني، بإسطمبول على هامش قمة المؤتمر الإسلامي التي احتضنتها العاصمة التركية. «نحن نحبكم، نحبكم، نحبكم، وليست لدينا مشاكل مع المغرب»، هكذا خاطب الرئيس أحمدي نجاد وزير الدولة المغربي، الذي رد عليه بالقول: «فخامة الرئيس، ظلمتمونا وأهنتم المغرب باستدعائكم للقائم بالأعمال المغربي واحتجاجكم عليه دون باقي الدول التي تضامنت مع مملكة البحرين». المصدر الذي التقته «المساء» بالعاصمة الأردنية عمان على هامش المؤتمر الثاني للصحافيين الاستقصائيين، أكد أن أحمدي نجاد أحرجه ما استند إليه المغرب في اتخاذه لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، فما كان من الرئيس الإيراني إلا أن توجه إلى وزير الدولة المغربي قائلا بلغة عربية فصيحة: «ما العمل؟»، «عليكم أن توجهوا إشارة قوية إلى المغرب لإعادة الصلح»، يجيب اليازغي، فابتسم نجاد واعدا الطرف المغربي بالعمل على إعادة العلاقات المغربية الإيرانية إلى طريقها الصحيح. وكشف مصدر «المساء»، المهتم بالعلاقات الخارجية المغربية، أن أحمدي نجاد كلف، قبل أسبوعين ومباشرة بعد لقائه باليازغي، أمير دولة قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، للقيام بوساطة في اتجاه إعادة العلاقات الدبلوماسية بين بلده والمغرب إلى الوضع الطبيعي بعودة القائم بالأعمال المغربي إلى طهران ورجوع السفير الإيراني لممارسة مهامه بالرباط. وتوقع المصدر، الذي سرّب إلى «المساء» صورة اللقاء بين الطرفين، ألا يقبل المغرب بوساطة قطر، موضحا أن «مشكلة دول الخليج أنها تتعامل مع إيران من موقع ضعف، وبالتالي فإن توازن القوى في العلاقات المغربية الإيرانية لن يكون واضحا»، وزاد مفسرا: «المغرب يريد علاقات مع إيران مبنية على الوضوح وليس على منطق الهيمنة الذي تتعامل به طهران مع باقي الدول العربية». ويرتقب أن يشكل لقاء أحمدي نجاد باليازغي، والذي جرى في حضور منوجهر متكي، وزير الخارجية الإيرانية، نقطة انعطاف في اتجاه تلطيف الأجواء بين المغرب وإيران. وفي سياق متصل، كشف مسؤول في الخارجية المغربية أن إيران «ندمت على ما فعلته مع المغرب»، وتوقع أن يكون «موظف صغير في الخارجية الإيراني تصرف من تلقاء نفسه باستدعائه للقائم بالأعمال المغربي في طهران واحتج عليه»، فيما كانت 40 دولة عربية وإسلامية تضامنت مع مملكة البحرين بعيد تصريح لعلي ناطق نوري، أحد المسؤولين الإيرانيين، الذي اعتبر، في حوار صحافي، أن البحرين جزء من التراب الإيراني واعتبرها الولاية الإيرانية الرابعة عشر.