حادثة مثيرة وقعت في أول أيام رمضان بحي «الكورس» بآسفي، حيث أقدم مواطنون على سرقة شاحنة كانت محملة ب«,الدلاح» بعدما تركها صاحبها هنيهة، قبل أن يعود ويجد «يدو والريح». السيناريو نفسه تكرر رمضان الماضي، حين انقلبت شاحنة للمشروبات الغازية في الطريق السيار، واستغل عشرات المواطنين ذلك في السطو على حمولتها، وظهروا في بعض الفيديوهات، التي نشرت على اليوتوب، وهم يحملون على أكتافهم ما استطاعوا من «قراعي المونادا» وابتسامات النصر تعلو وجوههم وكأنهم ظفروا بغنيمة حرب. الغريب أن هؤلاء يعتقدون أن الأمر لا يعدو أن يكون «همزة جابها الله» و«المطور» هو من يستطيع أن يحصل على كمية أكبر من غيره. لا يقر أغلب هؤلاء «اللصوص الصغار» بأنهم قاموا بفعل يعاقب عليه القانون وهو «السرقة». والغريب أنهم أنفسهم ينددون ويستنكرون حينما يسمعون، مثلا، بعصابة إجرامية اعترضت سبيل شاحنة وقامت بسرقتها، رغم أن الأمر لا يختلف أبدا بين من يسرق شاحنة «منقلبة» أو صاحبها غير موجود، وبين من يعترض سبيل سائقها «وجها لوجه» ويسلبه ما بحوزته. نحن هنا لا نطالب باعتقال هؤلاء وتعميق البحث معهم في جريمة تكاملت خيوطها، إنما نتمنى أن يستوعبوا أنهم غاصوا حتى النخاع في مستنقع التطبيع مع السرقة، وصاروا يتصيدون الفرص لسلب الغير ما بحوزته والحجة ضربة حظ وفرصة لا تكرر والمغفل هو من لا يغتنمها.