يحرصون على الوقوف في جنبات الشوارع والأزقة، يعرضون مجموعة من أنواع الخضر والفواكه في سياراتهم أو في شاحنات صغيرة، إنهم مجموعة من الباعة المتجولين في العاصمة الاقتصادية الذين يتفادون الدخول إلى سوق الجملة للخضر والفواكه لعرض سلعهم، لكي لا يؤدوا المستحقات المالية المفروض أن تتم تأديتها بمجرد ولوج الشاحنات إلى داخل سوق الجملة. عدد هؤلاء الباعة تزايد مع حلول شهر رمضان الكريم، ففي الوقت الذي تجندت السلطات العمومية في العاصمة الاقتصادية، في الأسابيع الأخيرة، في عدد من المناطق ضد بعض الباعة المتجولين الذين اعتادوا البيع في أسواق عشوائية، ظهرت إلى الوجود شاحنات وسيارات صغيرة في مجموعة من المناطق لعرض بعض أنواع الخضر والفواكه. هذه الظاهرة، التي بدأت تعرفها العاصمة الاقتصادية منذ شهور، جعلت العديد من التجار داخل سوق الجملة يطالبون بوضع حد لها، على اعتبار أنها تؤثر سلبا على مداخيل سوق الجملة التي تراجعت كثيرا، مؤكدين أن مثل هذه العمليات تؤثر على تكافؤ الفرص بين التجار، ففي الوقت الذي يؤدي عدد منهم مداخيل للسوق، فإن آخرين يكونون غير معنيين بهذه المسألة، على اعتبار أنهم يعرضون سلعهم في الشارع العام. الجدل المرتبط ببيع الخضر والفواكه في سيارات وشاحنات في الشارع العام ليس وليد اليوم، بل سبق أن دق مجموعة من تجار سوق الجملة ناقوس الخطر حول هذه الظاهرة، مؤكدين أن من بين أسباب تراجع مداخيل سوق الجملة الإشكال المتعلق بالأنشطة الموازية. ويعتبر سوق الجملة للخضر والفواكه في العاصمة الاقتصادية من أهم المرافق الاقتصادية المهمة على صعيد الجهة، ومنذ إحداثها قبل سنوات طويلة والجدل يصاحب هذه السوق بسبب قلة المداخيل التي يضخها في خزينة المجلس الجماعي، نظرا لبعض الإشكاليات المتعلقة بطريقة تدبير وتسيير هذا السوق، ومن بينها الإشكال المتعلق بالأنشطة الموازية، ويعتبر بعض تجار السوق أن بيع الخضر والفواكه في الشاحنات في الشارع العام هو واحد من بين الاختلالات التي تؤثر في مداخيل السوق، وقال أحد التجار: "إن الحملة ضد الباعة يجب أن تكون ضد هؤلاء الباعة، وليس الذين يبيعون في الأسواق الشعبية والذين يعتبرون من أهم التجار الذين يقبلون على سوق الجملة للخضر والفواكه في العاصمة الاقتصادية. ودائما في السياق المرتبط بالباعة المتجولين في الأسواق الشعبية، فبمجردة حلول شهر رمضان عاد بعض هؤلاء الباعة إلى نشاطهم التجاري خارج الأوقات المحددة لعملية البيع والشراء، كما وقع في سوق بئر لحلو بمقاطعة ابن امسيك، حيث تستمر عملية البيع والشراء إلى حين اقتراب موعد أذان المغرب بمبرر "العواشر"، وهو الأمر الذي يثير جدلا في هذه المنطقة، ففي الوقت الذي يؤكد فيه البعض أن من حق هؤلاء الباعة الاستمرار في عمليات التجارة في الفترة المسائية، نظرا للركود الذي تعرفه الفترة الصباحية، فإن آراء أخرى تؤكد أنه لابد من احترام مواعيد البيع والشراء طلية شهور سنة.