« يعتبر التبني التطوعي في الإسلام من فضائل الأعمال، حيث يعد طعام وشراب ولباس وتعليم الطفل المتبنى صدقة تحتسب لمتبنيه، ويكون الأجر أكبر في حالة كان هذا الطفل يتيم الوالدين أو لقيطا من أسرة غير معروفة أو متخلى عنه. لكن في المقابل حرم الشرع أن ينسب الطفل المتبنى إلى العائلة المتبنية، أو إدعاء أنه من صلبهم على اعتبار أن في المسألة زور وكذب، إلا في حالات اضطرارية. وفي المقابل يجب على هؤلاء الوالدين أن يجدا الصيغة المناسبة لإخبار هذا الطفل بالوضع الحقيقي منذ صغره، تفاديا لكل ما من شأنه أن يضر بحالته النفسية أو العقلية بعد أن يعلم الحقيقة في كبره. علما أن هذا الطفل لا يحق له أن يرث أحد هؤلاء الوالدين إلا في حالة وجود الوصية. وتبقى الحكمة في موضوع التبني هو التستر حتى تمر الأمور بسلا م. وقد قال الله تعالى في قرآنه الكريم: «ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله.» مما يعني أنه لا يجب أن ينسب الأطفال إلى غير آبائهم. كما أكد الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف: «من ادعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام.» أي من انتسب أو انتمى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة محرمة عليه، مما يعني أنه آثم لدواعي الزور والكذب. وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن ما يميزنا كمجتمعات عربية إسلامية هو تراثنا الأخلاقي والديني الذي يجعلنا نميل لاحتواء هؤلاء الأطفال ورعايتهم وحسن تربيتهم، حيث يقول رسولنا الكريم: «خير بيوت المسلمين بيت فيه يتيم يكرم»، ويقول أيضا «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين» وأشار بالسبابة والوسطى.» الجواب لعبد الباري الزمزمي عضو بالمجلس العلمي بالدار البيضاء