بعد فرنسا، التي أعلنت نفض الغبار عن قضية استعمال الغازات السامة ضد الريف في عشرينيات القرن الماضي، لإخضاع المقاومة الشرسة التي ووجهت بها القوات الإسبانية والفرنسية، أعلنت إسبانيا سيرها في نفس المنحى بعد عقود من تجاهل الملف. وأحال ملك إسبانيا، فيليبي السادس، فتح موضوع الغازات السامة ضد الريف على وزارة الخارجية والتعاون الإسبانية. وقال رشيد راخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، إن إسبانيا سبق لها أن توصلت برسالة للتجمع تخص مسؤوليتها في قصف الريف بالسلاح الكيماوي في عشرينيات القرن الماضي. وكانت فرنسا قد أكدت اهتمامها، في الآونة الأخيرة، بهذه القضية، وقالت إنها أحالت الملف على أنظار مستشار الجمهورية المكلف بقدماء المحاربين والذاكرة لدى وزارة الدفاع. وطالب رئيس التجمع العالمي الأمازيغي ملك بإسبانيا بالتدخل لإيجاد تسوية ودية لملف الحرب الكيماوية ضد الريف، مسجلا بأن المعطيات أثبتت «مسؤولية اسبانيا في استخدام الأسلحة الكيماوية كأسلحة للدمار الشامل» ضد السكان المدنيين بالريف في الفترة ما بين 1921 و1927. وقال راخا إن «ما يقارب 80 ٪ من المرضى بالسرطان الذين يتوافدون اليوم على مستشفيات الرباط للعلاج يتحدرون من الريف الكبير». ودعا رئيس التجمع إسبانيا إلى الاعتراف الرسمي بمسؤوليتها في هذا الشأن، والمساهمة في جبر الضرر الجماعي وأداء الدين التاريخي تجاه سكان الريف، وتجهيز مستشفيات الريف بوحدات صحية مختصة في علاج الأورام السرطانية والتي تساهم في تقليص نسبة الأمراض المسببة للسرطان.