في عملية غير مسبوقة بوجدة، والثانية بعد تلك التي تمت بمدينة فاس، تمكنت اللجنة العاملية لمراقبة المواد الغذائية والجودة التابعة لولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة انجاد، صباح أول أمس الثلاثاء، من حجز أزيد من 37 طنا من المواد الغذائية الفاسدة والمنتهية صلاحيتها مع تزوير عنونتها بمخزن بالحي الصناعي بوجدة، في ملكية متطرف مدينة فاس الذي تم اعتقاله يوما قبل ذلك بنفس التهمة. وكانت المصالح الأمنية التابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قد قامت، يوما قبل ذلك، بحجز كميات كبيرة من المواد الغذائية غير قابلة للاستهلاك بشركته المتخصصة في بيع المواد الغذائية بالجملة في فاس، كان يقوم باقتنائها ثم يعمد إلى تغيير تواريخ صلاحية استهلاكها ويعيد بيعها بالتقسيط بمختلف مناطق المغرب في رمضان، بعد ارتفاع الطلب على المواد الغذائية في الشهر الفضيل. تفاصيل عملية وجدة تعود مباشرة بعد الإعلان عن عملية فاس، حيث استنفرت مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية عناصرها وباشرت تحرياتها وتتبعت خيوط نشاط الموقوف بناء على معلومات جمعتها، وتمكنت من الكشف عن مخزن في ملكيته وتحديد موقعه بالحي الصناعي بمدينة وجدة، فقامت بإشعار السلطات المحلية ومختلف الأجهزة الأمنية من الاستعلامات العامة بولاية أمن وجدة والدرك الملكي والمكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والتي انتقل مسؤولوها إلى المخزن وأخضعوه لعملية تفتيش دقيقة. كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية الفاسدة ضمنها سلع مهربة من الجزائر ومليلية المحتلة (عصائر، تمور، مربى، عسل، حلويات، شكولاتة، مناديل لتنظيف الرضع ومساحيق الصابون...) فاسدة ومنتهية الصلاحية وغير قابلة للاستهلاك، كان يعمد إلى تخزينها بطريقة غير سليمة وفي ظروف غير صحية، ثم يقوم بتزوير العنونة قبل شحنها إلى أسواق المغرب لترويجها بأدنى الأسعار مستغلا في ذلك حاجة المواطنين وفقرهم دون التفكير في سلامتهم الصحية. يذكر أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكن من إيقاف صاحب هذه المخازن، التي قد يصل عددها إلى 11 محلا، تحتوي على مئات الأطنان من هذه المواد الفاسدة. في سياق متصل، قامت لجنة لمراقبة جودة مواد الاستهلاك بمدينة آزمور، أول أمس، بحجز أطنان من الزيوت الفاسدة بحوزة أحد التجار الذي يشتغل بالسوق السوداء خلال شهر رمضان بالخصوص لتزويد محلات صنع الحلويات «الشباكية». وحسب مصدر مسؤول، فإن السلطات المحلية بمدينة آزمور توصلت بمعلومات تُفيد بترويج زويت مجهولة المصدر يتم استغلالها في قلي «الشباكية» ببعض المحلات بالمدينة، فتحركت لجنة مختصة لمداهمة أحد المحلات المعنية بالشكاية وتم ضبط كميات من الزيوت لا تتوفر على أي علامة أو ماركة معروفة. ومباشرة بعد إخضاع صاحب المحل التجاري للتحقيق، اعترف باقتنائه للزيوت بطريقة غير قانوينة من أحد المزودين، وبناء على تصريحات التاجر الموقوف تم تحديد مكان المزود الرئيسي للمدينة بهذه الزيوت. وأكد المصدر ذاته، في اتصال ب»المساء»، أن لجنة أخرى مرفوقة بأمنيين داهمت، بأمر من النيابة العامة، محلا بحي العرصة بضواحي مدينة آزمور حيث عثرت على عشرات البراميل المملوءة بالزيوت مجهولة المصدر اعترف صاحبها ببيعها للتجار من مستعملي الزيوت، خاصة خلال شهر رمضان. وقال المصدر ذاته إن التحريات والتحقيقات لاتزال جارية من لدن العناصر الأمنية من أجل تحديد مكان أكبر مزود للمنطقة بهذه الزيوت، بعد أن تبين أن الشخص الموقوف في إطار هذه العملية هو أيضا مجرد وسيط ضمن مجموعة من الوسطاء المنتشرين بعدد من المدن المغربية.