الجالية المغربية بإيطاليا هي الجالية الإسلامية الوحيدة التي يصبح أفرادها مهووسين وفي حركية دائمة بحلول عيد الأضحى من خلال بحثهم المستمر عن أضحية مناسبة. ورغم أن إيطاليا دقت ناقوس الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى تسريح عدد كبير من مغاربة إيطاليا عن العمل، إلا أن ذلك لم يمنع أبناء الجالية من التفكير في الكيفية التي يتمكنون من خلالها من ممارسة طقوس العيد لإدخال الفرحة إلى بيوتهم. هناك من اضطر إلى اقتراض مبلغ من صديق حالفه الحظ للحفاظ على عمله في ظل الأزمة، في وقت قرر البعض التعامل مع محل الجزارة القريبة منه لتسديد ثمن الأضحية بالتقسيط المريح، أما البعض الآخر فوجد في شراء قطع من للحم و«الدوّارة» حلا مناسبا لممارسة طقوس العيد ببيته. المجازر الإسلامية بدورها أكدت أن الأزمة مازالت جاثمة على صدور مغاربة إيطاليا وأكدت بالتالي تراجعا كبيرا في اقتناء الأضحية مقارنة بالسنة الفارطة، ليتم الكشف عن نسبة اقتنائها التي لم تتجاوز 10 في المائة ما يعني أن نسبة 90 في المائة من المغاربة الذين ذبحوا الأضحية في السنة الماضية أصبحوا اليوم غير قادرين على ذلك . «بالنسبة لمجزرتي فلم تبع إلا 20 خروفا في هذا العيد اقتناها مهاجرون مغاربة من الميسورين، فمقارنة بالسنة الماضية التي بعت فيها أكثر من 300 أضحية يمكن القول إن الأزمة هي سيدة الموقف» يحكي صاحب مجزرة إسلامية بمدينة ميلانو . الخرفان بإيطاليا أقل ثمنا من المغرب فالكيلو الواحد لا يتعدى 4 يورو والحصول على خروف جيد وبمواصفات مغربية لن يتعدى ثمنه 200 يورو، لكن هذا المبلغ وحسب عدد من أبناء الجالية العاطلين عن العمل يبقى كبيرا جدا لأنه قد يغطي مصاريف شهر من المأكل والمشرب. «مشات أيامات العز ما بقا والو فطاليان» تبقى الجملة التي يرددها بشكل كبير أبناء الجالية عند حديثهم عن عجزهم عن شراء الأضحية وعن تكاليف الحياة وقساوتها بإيطاليا وعن الأزمة بصفة عامة . وفي محاولة منها للتعبير عن تضامنها مع المغاربة المعوزين نظمت جمعيات بمدينة تورينو وجنوا بشراكة مع قنصلية المملكة بتورينو عملية خيرية تنوي من خلالها منح أجزاء من خرفان التي سيضحى بها لأكثر من 60 أسرة مغربية تقيم بالمدينتين المذكورتين، إضافة إلى القيام بحفل للتواصل مع السجناء المغاربة بجهة البييمونتي ومع القاصرين بإصلاحيات وخيريات بنفس الجهة. نفس الشيء ستعرفه مدينة ميلانو حيث نظم عدد من الجمعيات هناك مبادرات من شأنها التخفيف من الأزمة في العيد، مثل المبادرة التي ستقوم بها جمعية وصال وتنوي من خلالها إقامة مأدبة غذاء يوم العيد (الجمعة) لصالح القاصرين المغاربة المتواجدين بإحدى إصلاحيات مدينة ميلانو. هناك تضامن آخر عبر عنه مغاربة آخرون لكنه كان سريا حيث أكد عدد من المجازر الإسلامية المغربية أن عددا من المغاربة الميسورين اشتروا نسبة من الخرفان وطلبوا من أصحاب المجازر أن يمنحوها للمحتاجين سرا.