أدخل المجلس الأعلى للمهاجرين أبناء الجالية المغربية المقيمين بإيطاليا في أزمة جديدة، بعد أن رفع أحد أعضائه المقيمين بإيطاليا دعوى قضائية ضد عدد من رؤساء الجمعيات المغربية بسبب تصريحات واحتجاجات أدلوا بها في حقه لجريدة «المساء». تصرف هذا العضو الذي اختير بشكل غير ديمقراطي بالمجلس المذكور وجد فيه مغاربة إيطاليا مساسا بوحدة صفهم وتشويها لصورة المغرب والمغاربة بإيطاليا، فوجهوا بذلك رسالة مفتوحة إلى الملك محمد السادس يلتمسون فيها تدخلا عاجلا منه لتصحيح أوضاع مجلس المهاجرين والتمثيلية فيه. دعوى قضائية حققت الشرطة الإيطالية في الأسبوع الماضي مع عدد من رؤساء الجمعيات المغربية بإيطاليا، بعد أن قدم حميد بيشري، وهو عضو بمجلس المهاجرين المغربي، شكوى مصحوبة بدعوى قضائية إلى السلطات الإيطالية على ضوء التصريحات التي أطلقوها ونشرت في جريدة «المساء» والتي اعتبرها مساسا بسمعته وشخصه. وتوصلت «المساء» في هذا الإطار بعدد من المكالمات الهاتفية سواء من طرف من توصلوا باستدعاءات من طرف الشرطة الإيطالية بخصوص الموضوع، أو من طرف بعض أبناء الجالية الآخرين، للاحتجاج والتعبير عن خيبة أملهم مما أسموه بفتنة مجلس المغاربة القاطنين بالخارج. وقال المغربي بوشعيب لامين، وهو رئيس جمعية «الجيل الثاني» بمدينة تريفيزو (شمال شرق إيطاليا)، إنه فوجئ بالاستدعاء الذي وجهته له الشرطة الإيطالية بسبب تصريحات له نشرت بجريدة «المساء» تناولت موضوع تمثيلية مغاربة إيطاليا بمجلس المهاجرين وشخص حميد بيشري، مؤكدا أنه تحدث بكل صراحة في هذا الموضوع حتى يوضح للرأي العام المغربي حقيقة ممثلي مجلس المهاجرين. وقال: «لقد حققت معي الشرطة الإيطالية بعد أن اتهمني بيشري بتشويه صورته كمواطن إيطالي وليس كمواطن مغربي، رغم أنه يمثل مغاربة إيطاليا في مجلس المهاجرين. أثناء التحقيق معي من طرف السلطات الإيطالية، أوضحت أن ما صرحت به يدخل في إطار الشأن المغربي وأنه نشر بصحيفة مغربية ولا يجب على السلطات القضائية أو التنفيذية الإيطالية أن تتدخل في هذا الأمر، لكن إجابة المحقق كانت بأن أكد أن الموضوع يتعلق بسب وإهانة مواطن إيطالي في إشارة إلى اسم حميد بيشري. لم أصدق الأمر وقلت مع نفسي: أهذا هو من سيمثل مغاربة إيطاليا إذ يتملص بشكل واضح من مغربيته وقتما شاء لتحقيق أهدافه الخاصة، وضرب المعارضين له في هذا المجلس الذي اختير فيه بشكل غير ديمقراطي». توقف لامين بعض الوقت لترتيب أفكاره وعاد لإتمام حديثه متهما مجلس المغاربة القاطنين بالخارج بالوقوف وراء هذه الأزمة المغربية بإيطاليا، وقال: «بيشري هذا كان قد أكد لي قبل شهور أن اليازمي طلب منه أن يخرس كل المعارضين بإيطاليا لمجلس المهاجرين، مؤكدا أن عضويته بهذا الأخير لن تسحب منه وأنه سيستمر في تمثيل مغاربة إيطاليا أحب من أحب وكره من كره. لهذا فرفعه دعوى ضدي وضد مغاربة آخرين وضد جريدة المساء يدخل في هذا الإطار. فبسبب هذه الدعوى حرمتني السلطات من مغادرة إيطاليا لقضاء عطلتي صحبة أفراد أسرتي بالمغرب لهذا فأنا مضطر إلى البقاء بإيطاليا حتى إشعارآخر». ناشط جمعوي آخر يقيم بمدينة بولونيا رفعت ضده دعوى قضائية بخصوص نفس الموضوع ويتعلق الأمر بعلي تزكوت الذي حققت معه الشرطة هو الآخر بتهمة المس بسمعة مواطن إيطالي وإلقائه تصريحات معادية له بجريدة «المساء». علي تزكوت وكبقية أبناء الجالية المغربية المقيمين بإيطاليا وجد أن مجلس المهاجرين، الذي أحدث لنقل معاناة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، أصبح يشكل مجموعة من العراقيل أمامها لتوحيد الصف ولإيجاد حلول للمشاكل التي تعيشها. وقال: «ما ذكرْته لجريدة «المساء» كان معززا بدلائل وحجج، فجريدة لا ريبوبليكا الأكثر انتشارا بإيطاليا كانت قد نشرت تقريرا عن حميد بيشري أبرزت فيه ضلوعه في قضايا فساد، وهذا الأمر مسجل حتى لدى السلطات الإيطالية، وتقديمه دعوى ضدنا بإيطاليا بصفته مواطنا إيطاليا وليس بالمغرب يدل على نيته المبيتة في خلق فتن وقلاقل للجالية بإيطاليا. لقد ذكرت هذا الأمر وسأكرره مرة أخرى للسلطات المغربية والإيطالية، وسأطالبهما بالقيام بجولة بسيطة بمدينة بولونيا والتحدث فيها مع أبناء الجالية المغربية هناك لمعرفة حقيقة هذه الشخصية». رسالة إلى الملك محمد السادس عبر عدد من أبناء الجالية المغربية في اتصالات هاتفية وفي رسائل إلكترونية عن إحساسهم بإحباط كبير من صم المسؤولين المغاربة المهتمين بقضايا الهجرة آذانهم عن نداءاتهم المتكررة بخصوص مجلس المهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج والتمثيلية فيه، لذلك قرروا وبشكل جماعي الالتجاء إلى الملك محمد السادس من خلال توجيه رسالة جماعية ومفتوحة لإيجاد حل عاجل لهذا المشكل ولإيقاف ما أسموه بمهزلة مجلس المهاجرين. وتصدرلائحة هؤلاء المحتجين اسم سعاد السباعي وهي عضو بالبرلمان الإيطالي ضمن تحالف رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني التي أكدت ل»المساء» أن ما يقوم به بيشري يضع مغاربة إيطاليا في موقف حرج أمام الإيطاليين ويشوه صورتهم بشكل واضح. وقالت إنها تلقت مكالمات هاتفية مكثفة من أبناء الجالية لإيقاف هذه الفتنة. وأضافت: «أول عمل يقوم به حميد بيشري بعد اختياره لتمثيل مغاربة إيطاليا بمجلس المهاجرين هو مهاجمة مناضلين من أبناء الجالية المغربية المقيمين بإيطاليا ليضعهم في قفص الاتهام، وليس البحث عن طرق تمكن الجالية من توحيد صفها لإيجاد حلول جماعية لمشاكلها المتعددة بإيطاليا... أشكر مجلس المهاجرين والمسؤولين عنه على اختياراتهم وأشكر المسؤولين المغاربة على إنصاتهم لنداءات مغاربة إيطاليا.. نحن لن نسكت عن هذا الأمر الذي يمس بسمعة جاليتنا لهذا سنتوجه إلى أعلى سلطة في البلاد ألا وهي الملك محمد السادس الذي سنلتمس منه تدخلا عاجلا لحل هذه الأزمة». الرسالة التي توصلت «المساء» بنسخة منها، عبرت عن خيبة أمل الجالية من التعيينات المتعلقة بمجلس المهاجرين ومن صم المسؤولين المغاربة آذانهم عن نداءات الجالية بإيطاليا، قبل أن تلتمس من الملك محمد السادس تدخلا عاجلاً لحل هذه الأزمة مع تحذيرها من خطر تأثيرها على صورة المغرب بإيطاليا.