عرفت الصفقة التي تم بموجبها تفويض الإشراف على خدمة النقل الحضري بسطات لشركة جديدة مكان (شركة طاي باص) التي أشرفت على هذا القطاع بالمدينة لمدة فاقت العشر سنوات، انتقادات من طرف بعض المهتمين بشأن النقل الحضري، الذين اعتبروا أن الصفقة شابتها عيوب، وذلك عند عرض الشركة نماذج من حافلات النقل الحضري الجديدة المقترحة، خلال الأبواب المفتوحة التي نظمت أخيرا من طرف الشركة الفائزة بالصفقة والقادمة من كلميم، واعتبر المنتقدون أن الشركة لا تتوفر على أية تجربة في مجال النقل الحضري، كما أن عينة الحافلات التي تقترحها لا تستجيب للمواصفات المطلوبة في دفتر التحملات، مضيفين أنها عبارة عن حافلات قديمة تم ترميمها، وتساءل المهتمون عن قطاع النقل عن مدى تحقق لجنة الصفقات من صدق وموضوعية المعطيات والبيانات التي قدمتها الشركة الفائزة بالصفقة. وفي اتصال ل»المساء» بمسؤول بالجماعة الحضرية بسطات للاستفسار عن الأمر وللتأكد من صحة الادعاءات من عدمها، أشار هذا الأخير إلى أن الجماعة تعمل على توفير أحسن الظروف من أجل إنجاح التدبير المفوض للنقل الحضري بمدينة سطات في نسخته الثانية، وذلك بالاستفادة من التجربة الأولى السابقة وبالتالي فالإعلان عن العروض الخاصة بالنقل الحضري بسطات تم عبر الجرائد الوطنية، وأعد وفق دفتر تحملات نموذجي وضعته وزارة الداخلية وشاركت فيه ثلاث شركات التي فتحت عروضها لجنة مختلطة مكونة من خبير من وزارة الداخلية، وممثلين من قسم الجماعات المحلية، وقسم الرقابة الداخلية بولاية الشاوية ورديغة، ويضيف محدثنا بأن اللجنة تأكدت من ملف ووثائق الشركة القادمة من كلميم بعد انسحاب شركة من الدارالبيضاء وإقصاء شركة أخرى من العرائش بسبب ضعف ملفها الاستثماري، واعتبر المسؤول المعني أن الانتقادات الموجهة إلى شركة كلميم هي سابقة لأوانها لأنها تشكك في نزاهة ومصداقية اللجنة المذكورة، خاصة وأن الشروع في العمل مع الشركة الفائزة بالصفقة لم ينطلق بعد، ومازال التشاور متواصلا وقائما بين الجماعة والولاية والوزارة حول اقتراحات تهم اتجاه بعض الخطوط، وكذلك حول استبدال بعض الحافلات الكبيرة بأخرى متوسطة الحجم، وكل ذلك من أجل ملائمة خريطة النقل الحضري للمدينة مع وضعية البنية الطرقية بها، ومن جهة أخرى، أكد المسؤول المذكور بأن لجنة تقنية ستتكلف بعملية تسليم الحافلات وفحصها والنظر في مطابقتها للمواصفات والمعايير المطلوبة في دفتر التحملات، مضيفا أن الادعاءات التي تقول بأن الشركة الفائزة بالصفقة ليست لها تجربة في ميدان النقل الحضري هي ادعاءات لا تستند على أساس موضوعي، خاصة وأن الشركة قدمت شواهد تثبت تدبيرها للنقل الحضري وأنها تقوم بتدبير النقل بمدينة كلميم لحد الآن.