سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صفقة النقل بطنجة تتعثر وحافلات «أوطاسا» تستمر في عملها بصفة «غير قانونية» مصادر جماعية تؤكد أن استمرار شركة «أوطاسا» في تدبير قطاع النقل الحضري، يشكل خطرا على سلامة زبائنها
حسمت الجماعة الحضرية لطنجة في الصفقة التي كان من المنتظر أن تعقدها مع شركة «رويز» الإسبانية للتكفل بالتدبير المفوض للنقل الحضري عبر الحافلات، إذ أعلن بيان موقع من طرف رئيس المجلس الجماعي، فؤاد العماري، صرف النظر عن التعاقد مع الشركة الجديدة، مما يعني ضمنيا استمرار شركة «أوطاسا» المنتهي عقدها منذ سنتين في تدبير القطاع. وكانت الجماعة الحضرية وولاية طنجة، قد فضلتا شركة «رويز» الإسبانية، على نظيرتها «لوكس ترانس» المغربية، معتبرة ملفها الأنسب مع الشروط الموضوعة لطلب العروض، قبل أن تعود الجماعة لتكشف بنفسها عما اعتبرته إخلالا للشركة بدفتر التحملات، مما دفعها لإلغاء فكرة التعاقد معها. وحسب بيان الجماعة الحضرية، فإن شركة «رويز» تراجعت عن الالتزام بتوفير الرقم المشترط في دفتر التحملات من حافلات النقل الحضري، كما أنها أضافت لنفيها شرطا على الجماعة بمنحها دعما سنويا لم يكن منصوصا عليه في طلب العروض، بالإضافة إلى اقتطاع 7.5 في المائة من مصاريف الاستغلال كأرباح لها، وأورد البيان الموقع من طرف العمدة، أن الشركة الإسبانية رفضت تصحيح الاختلالات المرصودة من طرف اللجنة المكلفة. وحول سر تراجع المجلس الجماعي عن اختياره المبدئي للشركة الإسبانية «رويز»، بعدما أبدى حماسا لها أثناء دراسة الملفات، ذكرت مصادر جماعية أن وزارة الداخلية تدخلت من جديد للتنبيه إلى عدم قانونية ملف الشركة، فبالإضافة إلى تضمنه جملة من الأخطاء التقنية وخرقه لشروط طلبات العروض، فإن شركة «أوطاسا» التي لا تزال تدبر قطاع النقل بشكل غير قانوني في طنجة بعد انتهاء عقدها، تملك 56 في المائة من أسهم الشركة الجديدة. وحسب المصادر الجماعية ذاتها، فإن رئيس المجلس الجماعي كان قد مدد عقد الشركة لمرتين في خرق للقانون الذي يمنع تمديد عقد شركة التدبير المفوض لأكثر من مرة واحدة، وهو التمديد الذي انتهى أجله بدوره منذ حوالي سنتين، لتستمر شركة «أوطاسا» في تدبير القطاع بحافلات متهالكة، مستندة إلى دعم الأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي، وخاصة سياسيين نافذين، الذين دعموا مرتين، طلبي عروض لشركتين تملك «أوطاسا» أغلبية أسهمهما قبل أن تواجها برفض مباشر من وزارة الداخلية. مصادر جماعية أخرى، ذكرت أن استمرار شركة «أوطاسا» في تدبير قطاع النقل الحضري، يشكل خطرا على سلامة زبائنها، حيث إن تقارير الخبرة الميكانيكية تؤكد أن كل حافلات الأسطول التي يرجع تاريخ ولوجها السوق المغربية إلى 13 سنة خلت، قد تجاوزت عمرها الافتراضي بكثير، وأصبحت تهدد حياة الركاب، وهو ما يثير استغرابا كبيرا في المدينة من ترك حياة الناس معلقة في بطن شاحنات تحترق وتهدد حياة راكبيها باستمرار. وكانت 6 من حافلات «أوطاسا»، التي ستستمر إلى أجل غير مسمى في تدبير قطاع النقل الحضري بطنجة دون أي تغيير في حافلات أسطولها، قد احترقت أو انفجرت خلال الأشهر الستة الأخيرة، فيما تسببت حافلات أخرى في حوادث سير دامية، وذلك نتيجة أعطاب في المحركات والفرامل وحتى في البوابات التي يسقط منها الركاب خلال ازدحام الحافلة.