على إثر فاجعة غرق 11 من الفتيان والفتيات الرياضيين، بشاطئ واد الشراط بالصخيرات، وما تلى الحادثة المؤلمة من أحداث، طالب المكتب التنفيذي للمركز المغربي لحقوق الإنسان الحكومة المغربية بتوفير وسائل الإنقاذ، وبرامج تحسيس المواطنين من خطر بعض المناطق الشاطئية، التي تشهد تقلبات خطيرة، من شأنها أن تودي بحياة المواطنين، كما حدث في كثير من المناطق في السنوات الماضية، دون أن يكترث لها أحد مؤكدا في الوقت نفسه «على ضرورة تفعيل دور اللجن الإقليمية، والعمل على تحديث القوانين والضوابط التي تحدد الإجراءات والمواصفات والخطوات الواجب اتباعها من قبل المسؤولين المحليين والإقليميين، إزاء المخاطر الموجودة بمثل هذه المواقع، حماية لأرواح المواطنين» كما طالب المكتب التنفيذي للهيئة الحقوقية نفسها في بيانه الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه بإجراء بحث مفصل، يمكن من تحديد المسؤوليات بشكل شامل وموضوعي، والجهات المقصرة، التي كانت أوجه قصورها وراء ما حدث على حين غرة للفتيات والفتيان الشهداء، وتنوير الرأي العام بنتائجه، كما اعتبر « متابعة مدرب الرياضيين الصغار قضائيا قرارا مجحفا وظالما، مطالبا بإطلاق سراحه فورا. وارتباطا بالحادث نفسه أوضح المركز المغربي لحقوق الإنسان، أنه وبعد وقوفه على جملة من المعطيات الدقيقة حول الحادثة، ينعي كافة الفتيات والفتيان، الشهداء الذين قضوا بفعل الموج الغادر بشاطئ واد الشراط بالصخيرات معتبرا ما جرى قضاء وقدرا، كانت وراءه عوامل سببية عدة منها: «إن مكان الحادث عبارة عن شاطئ يرتاده كثير من المواطنين للسباحة دون أن ينهاهم أحد، بالرغم من خطورته، حيث أنه عديم الحراسة، ولا توجد به أية علامة تشوير تمنع السباحة فيه» مضيفا أن « المسؤولية تتحملها اللجنة الإقليمية، المشكلة من ممثلين عن العمالة، وزارة التجهيز، الجماعة المعنية، مصالح الدرك، الوقاية المعنية وعن وزارة البيئة، وهي اللجنة المخولة قانونا بوضع إجراءات المراقبة والتحذير من ارتياد هذا الشاطئ الخطير» وواصل « أن الشاطئ سبق وأن عرف العديد من حوادث الغرق، دون أن تتحرك السلطات المعنية لتدارس الكيفية الممكنة لتفادي خطر إزهاق الأرواح بالشاطئ، علما أن جمعيات المجتمع المدني، تقوم بجهد كبير وبشكل تطوعي، في هذا الصدد، في غياب أية حماية قانونية لهم». كما اعتبر أن ما حدث من فاجعة ضياع أطفال لأرواحهم، كانوا سيمنحون بلدهم شرف التألق في مناسبات رياضية عالمية في المستقبل، يشعرنا بالأسى والحسرة إزاء نظرة بعض القائمين على الشأن العام غير المسؤولة والمستهترة بقيمة حياة المواطن وبمستقبله، وأن «ما حدث، يمكن أن يحدث لأي مواطن، مادامت المنطقة لا تتوفر على تشوير يحذر من المخاطر المحدقة بالسباحة على شاطئ واد الشراط» موضحا في الوقت نفسه بأن كل الدلائل تشير إلى أن مدرب الكاراطي، الذي أراد الاحتفاء بتلامذته، نظير ما حققوه من نصر، ذهب بهم إلى شاطئ واد الشراط بحسن نية، وبالتالي، فإن مبادرته لا تعدو أن تكون إنسانية وتربوية.