انتهت حالة الرعب التي عاشها لمدة ثلاثة أيام سكان منطقة عين كرمة، التي تبعد عن مكناس بحوالي 10 كيلومترات، وذلك بسبب حادثة سير انقلبت على إثرها شاحنة محملة بحوالي 20 طنا من مادة غازية تسمى (البروبان) وهي مادة خطيرة قابلة للاشتعال. وأفادت مصادر من المكان بأن حالة من الرعب الشديد عاشها سكان المنطقة غادر بسببها أغلبهم مساكنهم في اتجاه المرتفعات المجاورة. وتطلبت عملية التخلص من هذا الكابوس المرعب إيفاد فريق متخصص من التقنيين والمهندسين يتكون من حوالي 9 أفراد تم استقدامهم من مدينة المحمدية، إضافة إلى تجنيد طاقم من عناصر من الوقاية المدنية يتكون من حوالي 15 فردا ضمنهم مسؤولون جهويون، بهدف الإشراف على عملية تفريغ ما يعادل الثلثين من حمولة هذه الشاحنة الصهريجية المنقلبة في صهريج شاحنة أخرى قبل الشروع في عملية الجر ونقلها من مكان الحادث. وأضافت المصادر أن هذه العملية تطلبت أكثر من ست ساعات، إذ انطلقت حوالي العاشرة صباحا من يوم الأربعاء الماضي ولم تنته سوى في حدود حوالي الخامسة مساء، قبل أن يتمكن المشرفون على هذه العملية من جر الشاحنة من مكانها وإنهاء حالة الرعب، لتتعالى زغاريد النسوة وتعود الفرحة إلى نفوس السكان الذين سارعوا إلى العودة الى منازلهم. وكانت هذه الشاحنة الصهريجية المحملة بمادة غازية قد انقلبت إثر حادثة سير وقعت بعد منتصف ليلة الاثنين الماضي، بعدما صدمت سائق دراجة نارية في عقده الثالث وأردته قتيلا في الحال، قبل أن يتسبب الحادث نفسه في انقلاب هذه الشاحنة على جانبها، وتعرض سائقها لكسور في كتفه. وقد تم ترويج أخبار بين السكان تتعلق باحتمال وقوع انفجارات في أي لحظة من اللحظات. وهو الأمر الذي أخذته المصالح الأمنية على محمل الجد وأعلنت حالة استنفار. إذ تجندت على إثر ذلك عناصر الدرك الملكي ومصالح الوقاية المدنية ومختلف المصالح الأمنية الأخرى وعناصر تابعة للسلطة المحلية وعناصر القوات المساعدة، كما قامت عناصر الدرك بتطويق المكان، بعدما تم قطع تيار الكهرباء عن المواطنين وتحذيرهم ومنعهم من الاقتراب من مكان الحادث، إضافة إلى الانخراط في عملية محكمة لتنظيم المرور بعيدا عن مكان انقلاب الشاحنة، قبل أن يتم قطع الطريق بشكل كلي في وجه مستعمليها وتم استعمال طريق أخرى وسط الحقول المجاورة.