اتخذت تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية سابقا، من مدينة مراكش محطة لاقتناء بعض الأغراض والاستمتاع ببعض الأوقات التي لم تنعم بها في مدينة طنجة التي عرفت احتجاجات كبيرة على زيارة ليفني لها. بمجرد أن حطت طائرة خاصة بمراكش تقل وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة يوم السبت الماضي رفقة حوالي 12 حارسا وموظفا إسرائيليا إلى جانب يهود مغاربة، توجهت «القطة الإسرائيلية»، كما تنعتها بذلك بعض الصحف الإسرائيلية، مباشرة، إلى سيارة خاصة كانت رابضة أمام مكان نزول الطائرة، هذه السيارة تعرضت للفحص من قبل مسؤولين أمنيين مغاربة، قبل أن يقوم أحد الحراس الخاصين لليفني بتكرار عملية المراقبة، ليعطوا إشارة الانطلاق. وأجرت ليفني اتصالات ببعض أصدقائها اليهود المغاربة المقيمين بمراكش من أجل الالتحاق بفندق «أمن الجنة» حيث كانت تقيم رفقة الوفد المرافق لها. بعد حديث ليس بالقصير مع بعض الأصدقاء ببهو الفندق ووسط حراسة مشددة، قررت ليفني زيارة بعض متاجر ومحلات المدينة القديمة، حيث قامت رفقة زوجها «نفتالي شبيتسر» بزيارة محل لبيع الأقمصة والملابس التقليدية، هناك أعجبت رئيسة حزب «كاديما» المعارض ب«قْميصْ» مغربي. سألت ليفني صاحب المحل بلغة عربية ممزوجة بالعبرية، عن ثمن «القْميصْ»، لكن جواب صاحب المحل لم يعجب الوزيرة السابقة، عندما طلب منها مبلغ 400 دولار ثمنا ل«القْميصْ»، فما كان من الوزيرة إلا أن عرضت عليه مبلغ 200 دولار، استغرب التاجر بخل الوزيرة الإسرائيلية، ليقابله زوج ليفني بوضع «القْميصْ» في قفة بلاستيكية سلمه إلى حارسة شخصية لليفني وتقديم المبلغ الذي أقرته ليفني. على طول الطريق المؤدية إلى محلات المدينة القديمة، كانت مواقف المواطنين تتضارب، فمنهم من استنكر زيارتها العلنية، و«تدنيس قدميها لأرض يوسف بن تاشفين»، ومنهم من استغل الفرصة وأخذ صورة تذكارية مع السيدة التي كانت تظهر على شاشة التلفاز إبان الحرب على غزة. اقتنت «القطة الإسرائيلية» ليفني «قميصا جلديا من نوع «كْويْر»، بمبلغ 500 درهم، لكن البحث المكثف عن «الكْحلْ» الذي طلبته من أجل تزيين عينيها لم يجد نفعا، فبعد أن تعب المرشدون السياحيون، الذين طلبت منهم توفير «كُحلْ» جيد، في البحث عن نوع ممتاز، مخافة أن تصاب الوزيرة بالعمى بعد استعماله، رفضت ليفني تسلمه، مخاطبة المرشد قائلة: «إنني مصابة بحساسية العينين». مصدر مطلع قال ل«المساء» إن الوزيرة الإسرائيلية كانت تسأل من حين إلى آخر عن حقيبة كانت موضوعة في سيارتها الخاصة، الكل استغرب كثرة سؤال ليفني عنها، هذه الحقيبة تشبه تلك التي يضع فيها أصحاب المال والأعمال أموالهم. وتناولت تسيبي ليفني وجبة الغداء بفندق «المامونية» الشهير يوم الأحد الماضي، رفقة زوجها «نفتالي شبيتسر» وأعضاء في مجلس الطائفة اليهودية بالمغرب، تبادلوا الحديث عن زيارتها لمراكش ونتائج منتدى «ميدايز» المنظم من قبل معهد «أماديوس» الذي يرأسه إبراهيم الفاسي الفهري، نجل وزير الخارجية المغربي. خلال وجبة الغداء تلك، كانت الوزير الإسرائيلية تسأل عن الأوضاع الاجتماعية لليهود المغاربة الذين لازالوا يقيمون في مراكش، وعن حركية هجرتهم إلى إسرائيل، إضافة إلى وضع المرأة المغربية والطفل والأحزاب والإسلاميين. بعد انتهاء جولة ليفني بمراكش وبعد خروجها من الفندق، توجه أربعة من حراسها صوب السيارة الخاصة بها، حيث شرعوا في فحص عجلات السيارة، خوفا من وجود أي شيء يمكن أن يشكل خطرا على حياة الوزيرة الإسرائيلية، لتنطلق ليفني صوب مكان الطائرة التي حطت بها في مراكش للإقلاع إلى مكان مجهول.