وصف محمد ضريف المستقيلين من حزبه بالجديدة ب»الكائنات الانتخابية»، التي لا تقل «شيطنة» عن الذين يتهمونهم بالكائنات الانتخابية. وقال ضريف، في تصريح ل»المساء»، بعد تقديم قرابة 50 عضوا آخر استقالاتهم من الحزب، مباشرة بعد استقالة الكاتب الإقليمي والكاتبين المحليين للحزب بالجديدة ومولاي عبد الله والمنسقين الإقليميين للشبيبة والنساء، إن موقف الكاتب الإقليمي والمحلي للجديدة يُعد أمرا غريبا لأن الكاتب الإقليمي «أوفد مجموعة من أعضاء الحزب إلى المقر المركزي بالدار البيضاء محملين بعريضة مطالب تتضمن ثلاثة مطالب أساسية، إضافة إلى مقدمة تندد بالكاتب المحلي للحزب، وتعتبره مفسدا يُسيء إلى سمعة الحزب». واعتبرت العريضة أن الكاتب الإقليمي هو ضامن وحدة واستمرارية الحزب بالإقليم، في الوقت الذي لم يستطع الحفاظ على هذه الوحدة. وقال ضريف إنه ليس من الديمقراطية المطالبة بحل التنسيقية المحلية، التي أشرف على تأسيسها في جمع عام تأسيسي. واتهم الكاتب الإقليمي بمحاولة مصادرة اختصاصات الكاتب المحلي للحزب بالجديدة، مؤكدا أنه لم يسبق له التدخل في شؤون التنسيقية الإقليمية ولا المحلية، لكن تبين فيما بعد، يقول ضريف، أن الحسابات الانتخابية هي التي تحكم سلوك الرجلين. ونفى ضريف أن يكون قد منح أي تزكية انتخابية ثانية لأي شخص في الجديدة، وأنه لن يمنح التزكية للشخص الذي يُروجون بأنه حصل على تزكية ثانية لقيادة الحزب بالجديدة، دون أن يكون له موقف من هذا الشخص. وحول مستقبل الحزب بالجديدة أكد ضريف أن الحزب سيبعث محاميا ليقف على الوضع التنظيمي بالإقليم . في المقابل، قال عبد الجليل بوعافية، الكاتب الإقليمي للحزب المستقيل، في تصريح للجريدة، إن المشاكل التي أدت إلى الاستقالات ليست وليدة اليوم، بل بدأت منذ تأسيس التنسيقية الإقليمية بالجديدة، حيث اختلطت على المناضلين بالحزب الصلاحيات بين أعضاء المجلس الوطني وأعضاء المكتب السياسي والأعضاء المؤسسين. وقال إن الحزب يشتغل بدون نظام داخلي. وأضاف أنه مع تأسيس التنسيقيتين المحليتين بكل من الجديدة ومولاي عبد الله أمغار ازدادت المشاكل وتداخلت وتضاربت الاختصاصات، ومع ذلك تم تأسيس التنسيقية الإقليمية للشبيبة والتنسيقية الإقليمية للقطاع النسائي، فازداد الأمر اختلاط وتضاربا حول من له حق تأسيس التنسيقيات المحلية للقطاعات الموازية: هل الكاتب الإقليمي للقطاع الموازي أم الكاتب المحلي؟ لكن النقطة التي أفاضت الكأس، يقول الكاتب الإقليمي، هي منح القيادة الحزبية انتدابا للكاتب المحلي للجديدة لسحب اللوائح الانتخابية الخاصة بإقليم الجديدة من العمالة، وهو الأمر الذي اعتبره المكتب الإقليمي خرقا سافرا للتنظيم، وكان سببا في تقديم استقالتي للرئيس التي رُفضت، لكن الخرق التنظيمي، يتابع بوعافية، أثار استياء مناضلات ومناضلي الحزب بالإقليم، الذين قاموا بصياغة عريضة مطالب رفعوها إلى الرئيس مساهمة منهم في حل المشكل. لكن القيادة، وعلى عادتها، لم تتدخل، فقررنا نحن الثلاثة، الكاتب الإقليمي والكاتبان المحليان للجديدة ومولاي عبد الله، تقديم استقالاتنا احتجاجا على عجز القيادة عن توفير شروط الاشتغال. وعندما أطلعنا مناضلات ومناضلي الحزب في جمع عام استثنائي على حيثيات اتخاذنا قرار الاستقالة تقدم الجميع باستقالاتهم، التي بلغت سبعا وأربعين استقالة تمثل جميع التنسيقيات المحدثة بالإقليم. فهل يعقل أن يكون كل هؤلاء كائنات انتخابية؟».