ما لم يكن يتوقعه حتى أشد المتشائمين من جمهور الرجاء البيضاوي لكرة القدم وقع، فقد أقصي الفريق «الأخضر» من منافسات كأس الاتحاد الإفريقي أمام النجم الساحلي، رغم أنه رحل إلى سوسة التونسية وهو يتوفر على سبق تهديفي بهدفين لصفر، لكن الرجاء وأمام ذهول جمهوره خسر بثلاثية نظيفة أخرجته من السباق الإفريقي، وأسقطت آخر أوراق التوت عن رئيسه محمد بودريقة، الذي عرف كيف يتلاعب بجمهور الفريق، وكيف يعبث بأحلام عشاقه، وكيف يبيع الوهم للكثيرين، وكيف يحول آخرين إلى كتائب فيسبوكية، لا تدافع عن الرجاء، ولكنها تدافع عن ولي النعمة بودريقة الذي يتاجر بالأحلام، مثلما يتاجر بالإسمنت. لقد حطم الرجاء كل الأرقام هذا الموسم، لكن بشكل معكوس، فبدلا من أن يستثمر الفريق في ما حققه، وخصوصا وصوله إلى نهائي «الموندياليتو»، فإنه تراجع إلى الخلف.. وها كم بعض الأرقام لتعرفوا إلى أي حضيض أوصل بودريقة فريق الرجاء. لم يسبق للرجاء أن خسر 10 مباريات في موسم واحد في البطولة منذ موسم 1984/ 1985، لكنه مع بودريقة فعل ذلك، إذ تلقى الرجاء عشر هزائم دفعة واحدة هذا الموسم. مع بودريقة وفي سابقة في تاريخ الفريق، لم يفز الرجاء في أية مباراة في مرحلة الإياب داخل ملعبه. مع بودريقة فاز الرجاء في مرحلة إياب البطولة في مباراتين فقط، أمام كل من أولمبيك خريبكة واتحاد الخميسات، والباقي هزائم عريضة أو تعادلات بدون لون أو طعم. مع بودريقة قدم الرجاء أسوأ بطولة له منذ أزيد من ثمانية مواسم. مع بودريقة أصبح الرجاء يخسر بخماسية وثلاثية، وبات كل فريق بمقدوره أن يهزم الفريق «الأخضر» وأن يرفع معنوياته على حسابه. مع بودريقة خرج الرجاء يجر أذيال الخيبة من كل المسابقات التي شارك فيها، فعلى مستوى البطولة اكتفى بالمركز الثامن، وفي كأس العرش أقصي مبكرا، وفي عصبة الأبطال الإفريقية لم يتمكن من بلوغ دور المجموعتين، وخرج من السباق أمام وفاق سطيفالجزائري، وفي كأس «الكاف» حيث لعب الفريق أخر أوراقه هذا الموسم، أقصي الفريق وبثلاثية مذلة. مع بودريقة أصبحنا نعيش على وقع مشاكل مفتعلة وصبيانية، مثلما وقع في الجزائر في مباراة وفاق سطيف. ومع بودريقة أصبحت الاتهامات توجه لرئيس الفريق بأنه طلب الحصول على «مال تحت الطاولة» لإتمام الصفقات، ومع بودريقة أصبح رئيس الرجاء، وسيطا يبرم صفقات الانتقال ليس لفريقه، ولكن لنهضة بركان. من المسؤول عن هذا الموسم «الكارثي» لفريق الرجاء؟ لا أعتقد أننا سنحتاج إلى مجهود كبير لنقول إن بودريقة هو المسؤول عن ما وصل إليه اليوم فريق الرجاء. لقد ارتكب «الولد» أخطاء قاتلة وعلى كل المستويات، فبدل أن يمؤسس الفريق، ويضعه على السكة الصحيحة، فإنه ظل يفعل ما يحلو له دون حسيب أو رقيب، أما إذا ارتفع صوت هنا أو هناك لينبه، فإنه في نظر بودريقة ومريديه ليس إلا مشوشا يريد الشر للفريق، أو أنه عميل يتربص بالرجاء. إن الرجاء في حاجة إلى رئيس متزن، يعرف ما يقوم به، ولا تحركه الانفعالات النفسية، ولا يخرج في كل مرة اشتد عليه لخناق ليقول إنه يصرف على الرجاء من ماله الخاص ! الرجاء في حاجة إلى رئيس بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وليست في حاجة إلى «حياح» برتبة رئيس، يحرض الجمهور على الشغب، ويحرض بعض أفراد هذا الجمهور كذلك على «القتل» الرمزي، وعلى تصفية كل من يخالفونه الرأي أو يسببون له صداعا في الرأس. الرجاء في حاجة إلى رئيس صادق، لا يبيع الأوهام، ولا يخترع في كل مرة «كذبة» ليمتص الغضب، فليس مستبعدا في ظل هذه الأزمة أن يخرج بودريقة غدا ليقول إنه سيقتني طائرة للرجاء، أو أن أكاديمية الفريق سترى النور، أو أنه سيتعاقد مع هذا اللاعب أو ذاك ! الرجاء في حاجة إلى «كراطة» كبيرة، لكنها يجب