تعتزم تنسيقية مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية بجهة الرباط تنظيم وقفة احتجاجية يومه الثلاثاء، من أجل الاحتجاج على أزمة النقل المستمرة بكل من الرباط وتمارة وسلا، إذ انعكست هذه الأزمة على آلاف المواطنين الذين يصلون يوميا إلى مقرات عملهم متأخرين، كما أدت إلى ارتفاع ظاهرة النقل السري. هذه الوقفة تأتي من أجل التنديد بالمعاناة المستمرة للعديد من المواطنين بفعل قلة وسائل النقل التي برزت مباشرة بعد شروع شركة «ستاريو» في عملها نهاية الشهر الماضي، حسب ما أكده محمد غفري، المنسق الوطني لتنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية، الذي قال إن الوضع الحالي غير سليم وغير إنساني، لأن المواطن أصبح مهددا في سلامته البدنية من جراء الاعتداءات التي تطال الكثيرين. وحمل غفري المسؤولية للسلطات العمومية التي قامت بتفويت قطاع النقل إلى شركة خاصة دون احترام الشروط وحاجيات المواطنين الذين فقد بعضهم عمله بفعل أزمة النقل التي تؤدي إلى التأخرات اليومية في وصول عدد منهم إلى مقرات عملهم، مشيرا إلى أن بعض النساء تعرضن إلى التحرش الجنسي أثناء سفرهن عبر النقل السري. وحول ما إذا كانت التنسيقية توصلت بشكايات تهم التحرش الجنسي، قال غفري :«خلال الوقفة التي منعتها السلطات، شاركت نساء صرحن بأنهن كن ضحايا للتحرش، بل منهن من كن شاهدات على محاولة اغتصاب امرأة كانت تقل سيارة للنقل السري من أجل العودة إلى بيتها ليلا». وحول احتمال لجوء السلطات العمومية إلى منع الوقفة من جديد، قال المنسق الوطني لتنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية: «سنستمر في الاحتجاج مادام مشكل النقل قائما». وكانت وقفة سابقة للتنسيقية تعرضت لتدخل من قبل قوات التدخل السريع أسفر عن عدد من الإصابات بين المحتجين وعشرات المواطنين، بعدما قامت السلطات المحلية باتخاذ قرار المنع. وفي بلاغ لشركة «ستاريو»، أكدت أنها باشرت عملها دونما تسجيل أبسط تقصير في تعهداتها التعاقدية بالرغم من هذه الأزمة الصعبة، مذكرة بأن العقد الموقع بين السلطات الرسمية وستاريو ينص على شراء 543 حافلة جديدة، يتوجب تشغيل 400 منها في غضون السنة والنصف. وأضاف أن الشركة «ستاريو» قامت بطلب اقتناء حافلاتها، وسيتم تسلم هذه الطلبية على دفعات ابتداء من سنة 2010، موعد تسليم الشطر الأول. ويبلغ أسطول «ستاريو» حاليا 416 حافلة كانت تستعمل من لدن الشركات السابقة، ويتم العمل حاليا ب350 منها فقط، و66 حافلة تقوم الشركة بإصلاحها لكونها منافية لمعايير السلامة. وذكر البلاغ، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، بعدما اتصلت بالشركة لمعرفة رأيها في الموضوع، أن النتيجة المباشرة لكل هاته الملابسات هي الاضطراب الذي تعرفه ساعات الذروة.