تستعد تنسيقية مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية لتنظيم سلسلة من الوقفات الاحتجاجية للتنديد بأزمة النقل الخانقة التي تعيشها كل من مدن الرباط وسلا وتمارة. ويأتي الإعلان عن هذه الخطوة في الوقت الذي شهد فيه حي التقدم، أول أمس، تدخل عدد كبير من عناصر القوات المساعدة والأمن الوطني من أجل احتواء غضب المئات من السكان الذين بقوا لساعات في انتظار وسيلة نقل، حيث حضر عدد من المسؤولين إلى عين المكان، ووجهوا أوامر لعناصر القوة العمومية بإجبار أصحاب سيارات الأجرة والحافلات على نقل الركاب وتكديسهم بشكل مهين، كما تم تنظيم عمل «الخطافة» الذين استفادوا بشكل كبير من هذه الأزمة بعد أن احتلت سيارات المرسيدس 207 عددا من المحطات الرئيسية في قلب الرباط. وأكد يوسفي عادل، عضو تنسيقية الرباط لمناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية، أن تنظيم هذه الوقفات يأتي نتيجة المعاناة التي يتحملها آلاف المواطنين يوميا من أجل الوصول إلى مقرات عملهم أو قضاء أغراضهم الإدارية. كما حمل يوسفي مسؤولية الأزمة الحالية لوالي الرباط حسن العمراني بعد أن تم تدبير ملف النقل ب«طريقة ارتجالية»، وأضاف يوسفي أن المسؤولية تقع أيضا على وزارة الداخلية، التي اكتفت بدور المتفرج على أزمة النقل بالعاصمة التي جعلت عددا من المواطنين يغامرون بحياتهم من خلال ركوب سيارات «الخطافة» مع أشخاص مجهولين. ومن المنتظر أن تطالب التنسيقية خلال الوقفات بتوفير حافلات كافية بعد أن أعلنت شركة «ستاريو» التي فازت بصفقة التدبير المفوض لقطاع النقل عن تدعيم الأسطول الحالي ب14 حافلة جديدة فقط، وكذا المطالبة بمنح بطائق مجانية للمعاقين، وتغطية جميع الخطوط وتحسين وضعية المستخدمين. وفي سياق متصل، رجحت مصادر قريبة من الملف استمرار أزمة النقل الحالية إلى غاية مطلع السنة القادمة، خاصة وأن العقد المبرم بين شركة «ستاريو» وولاية الرباط يشير بوضوح إلى أن الأسطول سيتم تجديده تدريجيا مع بداية شهر يناير من سنة 2010، وهي النفس السنة التي من المفترض فيها الانتهاء من أشغال التراموي وإصلاح الشبكة الطرقية التي تدهورت بالكامل، والتهمت السكة المخصصة للترامواي جزءا كبيرا منها بطريقة أصبحت مثار جدل كبير بين السائقين.