مثل كرة ثلج لا تتوقف الأسرار المتعلقة بتنظيم كأس العالم 2010 في الظهور. وما أن اعتقد الرأي العام والمسؤولون أنه ملف تم طيه، بينت الأحداث أنه مازال مفتوحا، وعلى أسوأ الاحتمالات. وفي هذا الصدد فإن ما قاله البوتسواني إسماعيل بهامجي، كون الملف المغربي كان الفائز بالتصويت على استضافة أول مونديال بالقارة الإفريقية، وليس جنوب إفريقيا التي أعلن فوزها، يضع المغرب في موقف جد حرج، لأن المنطق يفرض على الحكومة المغربية التحرك عاجلا، للدفاع عن مصالح المغاربة. فما أنفقه البلد على حملة الدعاية لتنظيم كأس العالم 2010، كان من أموال دافعي الضرائب، ومن حق هؤلاء اليوم معرفة ما جرى قبل إعلان جنوب إفريقيا فائزا بحق التنظيم، لكن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، يتحدث في كل شئ ما عدا عن هذا الملف. أما امحند العنصر، وزير الشباب والرياضة، فيبدو كأنه لا يدري بأن العالم كله يتداول في هذا الملف، وأن صحف العالم، وهي تتابع التحقيقات التي شملت كبار مسؤولي «فيفا» وتحاول جمع خيوط الملف، تتحدث كيف زورت «فيفا» نتائج التصويت لفائدة جنوب إفريقيا. في السياق نفسه تقول صحيفة « صنداي تايمز « البريطانية إنها حصلت قبل 5 سنوات أثناء تحقيق سري على تسجيل سري لمحادثات منسوبة لأحد مسؤولي الاتحاد الدولي، البوتسواني إسماعيل بهامجي، أكد خلاله أن الملف المغربي كان الفائز بالتصويت، لكن هل ما نجحت الصحيفة في الوصول إليه، فشلت فيه الدولة المغربية؟ الجهة الوحيدة المؤهلة للجواب عن هذا السؤال هي الحكومة المغربية، وهي مطالبة اليوم بكشف ما تتوفر عليه من معطيات، كما أنها مطالبة بمقاضاة «فيفا»، ليس فقط لطلب تعويضات مالية، ولكن أيضا دفاعا عن «كرامة البلد» الذي رفع شعار «حلم قارة..مشروع أمة»، دون أن ينجح في تنزيل مشروعه على أرض الواقع، رغم أنه البلد الإفريقي الوحيد الذي ترّشح أربع مرات لتنظيم نهائيات كأس العالم أربع مرات دون أن يظفر بذلك ولو مرة واحدة. لقد وجد المغرب نفسه في قلب الاتهامات، لكن الاتهامات الموجهة إلى المغرب مازالت إلى اليوم بدون دليل، باستثناء اعترافات للأمريكي شوك بليزر العضو السابق في «الفيفا» والذي زعم أن المغرب حاول إرشاء أعضاء في الاتحاد الدولي، لذلك، فإن عليه أن يتحرك لمقاضاة «الفيفا» والحصول على تعويضات، خصوصا أنه دخل سباق تنظيم المونديال في أربع مرات متتالية، بل إنه في مونديال 2010 كان متفوقا على جنوب إفريقيا حتى ليلة التصويت، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب، ذلك أن الأمر لم يعد مقتصرا فقط على تغيير في وجهة الأصوات، بل تحول إلى اتهام ثقيل ل»الفيفا»، بالتزوير لصالح جنوب إفريقيا على حساب المغرب، فضلا عن وجود أدلة مادية على دفع جنوب إفريقيا لرشوة لاتحاد الكونكاف، عن طريق «الفيفا».