شهد مقر خيرية حي بنسودة بفاس، في وقت مبكر من صباح يوم السبت الماضي، مواجهات وصفت بالدامية بين فرقتين من فرق المخازنية التي وفدت إلى فاس في إطار التعزيزات المرتبطة بزيارة الملك للمدينة. وانتهت هذه المواجهات بين كل من فرقة الدارالبيضاء وفرقة آسفي، والتي استعملت فيها الأحذية الثقيلة لعناصر القوات المساعدة وهراواتهم، إلى جانب مواد صلبة كانت بالخيرية، بمقتل أحد عناصر فرقة آسفي. واتهمت عناصر فرقة الدارالبيضاء بالضلوع في هذه الوفاة الناجمة عن تلقي عنصر فرقة آسفي طعنة موجعة على مستوى العنق. ولم يُفد نقل هذا العنصر، على وجه السرعة، إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني في إنقاذ حياته. وأصيب خلال هذه المواجهات ما يقرب من 4 عناصر من كلا الطرفين بجروح استدعت الاحتفاظ باثنين منهم في المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، فيما أخليت المنطقة بأكملها، بسبب الحادث، من تعزيزات «المخازنية». وتعود هذه «الحرب الطاحنة» بين المجموعتين إلى خلاف حول الفرقة التي كان عليها أن تستيقظ باكرا للقيام بالمهام التي أوكلت إلى هذه الفرق، وبدأت بمناوشات كلامية قبل أن تتطور إلى مواجهات، استنفرت جميع أجهزة الأمن بالمدينة وأفضت إلى اعتقالات في صفوف الفرقتين من قبل جهاز الدرك الذي يتولى التحقيق في مثل هذه الملفات. لكن المحققين وجدوا صعوبة بالغة في تحديد القاتل في نزاع شارك في إشعال فتيله وتغذيته حوالي 22 عنصرا من عناصر القوات المساعدة. ويرتقب أن يحال كل المعتقلين في إطار هذا الملف على المحكمة العسكرية بالرباط في الأسبوع الجاري.