أسفرت حملة الاعتقالات التي شهدتها صفوف «المخازنية» على خلفية سقوط أحد رفاقهم في وقت مبكر من يوم الجمعة الماضي في إحدى المؤسسات الخيرية بفاس عن اعتقال ما يقرب من 50 «مخازنيا» ضمنهم ضابطان أحدهما مسؤول عن فرقة الدارالبيضاء والآخر مسؤول عن فرقة آسفي، وذلك إلى جانب 3 ضباط صف و45 جنديا. وأخليت منطقة بنسودة بفاس في اليوم الموالي للحادث مما يقرب من 300 رجل من القوات المساعدة قدموا إليها من البيضاءوآسفي في إطار التعزيزات المرتبطة بزيارة الملك. وبدأ قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية بالرباط في الساعة الثالثة من صباح يوم الأحد الماضي في الاستماع إلى هذا العدد الهائل من المعتقلين في صفوف رجال حميدو العنيكري، ولم ينه مهمته إلا في زوال اليوم ذاته. وقررت هذه المحكمة الاحتفاظ بهم رهن الاعتقال الاحتياطي، في انتظار استكمال التحقيقات معهم. وأحيل المعتقلون على سجن الزاكي بسلا، وتم تفريقهم على مختلف أجنحة السجن. واحتضنت أجنحة معتقلي الحق العام أغلبهم في ظروف صحية ونفسية واجتماعية وصفت بالمتدهورة. ولم يخبر هؤلاء المعتقلون الذين اعتقلهم وحقق معهم جهاز الدرك بأي تاريخ محدد لمواصلة التحقيق معهم أو البت في ملفاتهم، مما يوحي، بالنسبة لعدد منهم، بأنهم سيقضون مناسبة عيد الأضحى في السجن. ولم يقر أي منهم أثناء التحقيق معهم بالوقوف وراء تسديد أي طعنة قاتلة لرفيقهم الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعدما نقل إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس. وفي الوقت الذي ربط فيه المحققون بين وفاة رجل القوات المساعدة محمد سبسان بحرب «طائفية» بين كل من فرقة الدارالبيضاءوآسفي حول من عليه أن يستيقظ مبكرا للقيام بتنفيذ تعليمات يومية في إطار التعزيزات التي يقوم بها المخازنية في إطار الزيارة الملكية للمدينة، فإن المعتقلين على خلفية الملف يؤكدون أن الحادث قد ضخم من قبل بعض عناصر جهاز الدرك في إطار «حرب صامتة» عادة ما تندلع بين مختلف الأجهزة.