عصفت الفضائح التي هزت الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بالسويسري جوزيف سيب بلاتر، حيث قرر الرجل أن ينحني أمام العاصفة، مقدما استقالته وموجها الدعوة لانتخاب رئيس جديد يتولى تدبير امبراطورية كرة القدم. منذ أن ألقى الأمن السويسري القبض على أعضاء من «الفيفا» إثر تحقيقات فتحتها وزارة العدل الأمريكية، وبلاتر يوجد في قلب العاصفة، لكن مع ذلك وبرغم الاشتباه في تورط بلاتر، إلا أن دلائل إدانته لم تظهر، بل إنه أصر على مواصلة ترشحه لرئاسة «الفيفا» واستطاع الظفر بالرئاسة بعد أن حصل على 133 صوتا مقابل 73 للأمير الأردني علي بن الحسين. شكل استمرار بلاتر على عرش «الفيفا» صدمة لمعارضيه، الذين ظلوا يتحينون الفرصة للإطاحة به، ولم يكن أشد المتفائلين من معارضيه يتوقع أن بلاتر سيقدم استقالته بعد أيام قليلة من إعادة انتخابه، خصوصا بعد أن فتح بلاتر النار على أمريكا وقال إنها لم تستسغ أن تخسر تنظيم مونديال 2022 أمام قطر. لقد أدرك بلاتر أن «نار» فضائح الفيفا قد اقتربت منه، وستحرقه، خصوصا بعد أن كشفت وسائل إعلام أمريكية عن وثيقة تؤكد تسلم «فيفا» من جنوب إفريقيا لمبلغ 10 ملايين دولار، تم تحويله إلى جاك وارنر رئيس اتحاد الكونكاكاف، ووارنر هذا ليس إلا «الثعلب» الذي لعب دورا مهما في تحويل اتجاه تنظيم مونديال 2010من المغرب إلى بلد نيلسون مانديلا، علما أن كلا من فالكه وبلاتر كان قد نفيا أية صلة لهما بهذه الوقائع. اليوم، دفعت الفضائح بلاتر إلى مغادرة سفينة «الفيفا»، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل ستتوقف الفضائح داخل الفيفا برحيل بلاتر، أم أن الفساد سيظهر في ثوب آخر، ومع وجوه جديدة، وبطرق أخرى. لقد اثبثت الكثير من القرائن والأدلة أن كرة القدم ليست مجرد مباريات وتظاهرات فقط، وإنما «بيزنس» ومال ومصالح وخيوط متشابكة، علما أن بلاتيني رئيس الاتحاد الأوربي الذي فتح النار على بلاتر لم يستطع إقناع بلده فرنسا بالتصويت للأمير علي بن الحسين، وفي ذلك مفارقة لابد من الانتباه لها. يكفي ليتأكد أن هناك فساد قادم أن هناك محاولات شرسة لإنهاء مبدأ التناوب بين القارات في تنظيم المونديال، حتى تظل القوى العظمى وحدها التي تنظم أهم حدث رياضي في العالم.