أسفرت مواجهات دامية لقبيلتين بإقليم ميدلت، صباح أول أمس الخميس، عن سقوط عشرات الجرحى والمعطوبين تراوحت جروحهم ما بين الخفيفة والعميقة والكدمات القوية بسبب التراشق بالحجارة عن طريق «لمقلاع» وكذا باستعمال الهراوات بين عشرات السكان من قبيلة «أيت مولي» التابعة لجماعة زايدة بإقليم ميدلت وقبيلة «أيت عياش» بسبب خلاف حول الأحقية في استغلال أرض «عريض السفلى» الفلاحية التي تناهز مساحتها الإجمالية 350 هكتارا، حيث إن كل قبيلة تؤكد أولويتها في استغلال هذا الجبل الذي يستعمل في الرعي خلال هذا الموسم، ويتم إغلاقه طيلة السنة ومنع الاقتراب منه على الجميع. وأكدت مصادر من المنطقة أن هذا الخلاف عمر طويلا على الرغم من تدخل السلطات المسؤولة، وأنه في كل سنة تخلف المواجهات الدامية بين القبيلتين جرحى، إذ تصل بعض الحالات إلى الخطيرة، ومنهم من يصاب بكسور ومع ذلك عجزت السلطات المحلية، بل حتى على مستوى عمالة الإقليم عن احتواء هذا المشكل والوصول إلى حلول مرضية للجميع، وهي مواجهات غالبا ما تتدخل فيها القوات المساعدة. وطالبت المصادر ذاتها الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لوقف هذه المواجهات التي تتجدد سنويا وتخلف ضحايا وجرحى بسبب هذه الأرض، وأنه وجب على الأقل العمل على اقتسام هذه الأرض بين ذوي الحقوق بشكل متساوي وتجاوز أي خلاف قد يتسبب في انفلات أمني بالمنطقة وهو غير محسوب العواقب بعدما أجهضت كل المساعي السلمية لتجاوز هذا المشكل، ووقف كل النزاعات والمواجهات التي تتجدد في كل مرة مع القبيلة الأخرى بسبب هذه الأرض ومن أجل المطالبة بالتدخل لإيجاد الحلول. ويطالب سكان قبيلة «أيت مولي» بفتح تحقيق بخصوص الأحداث التي تعيشها باستمرار منطقة «عريض السفلى» بعدما تحولت إلى أشبه بساحة حرب بسبب مواجهات دامية خلفت عشرات الإصابات، وأن هذه المواجهات مازالت مفتوحة على كل الاحتمالات وقد تسفر عن ضحايا جدد. يذكر أن كل قبيلة تعتبر منطقة «عريض السفلى» الفلاحية ملكا لها، وتؤكد على أحقيتها في استغلالها، وهو ما تنشب عنه مواجهات بين الفينة والأخرى، خاصة مع بداية كل موسم فلاحي أو مع بداية ظهور الكلأ، إذ ترغب كل قبيلة في رعي المواشي بها.