منعت القوات الأمنية، أول أمس الأربعاء، بميدلت، مسيرة سلمية على الأقدام (تضم حوالي 1000 شخص) كانت في طريقها إلى الرباط، نظمها لسكان قبيلة «أيت مولي» التابعة لجماعة زايدة بإقليم ميدلت، على خلفية المواجهات العنيفة بينها وبين قبيلة «أيت عياش» بسبب خلاف حول الأحقية في استغلال أرض «عريض السفلى» الفلاحية التي تناهز مساحتها الإجمالية 350 هكتارا. ووصفت مصادر «المساء» تدخل القوات الأمنية ب«العنيف»، إذ استعملت فيه الهراوات لإجبار السكان على تفريق المسيرة وإخلاء المكان، فيما كان هؤلاء يرغبون في إيصال أصواتهم وتنديداتهم إلى السلطات المركزية بالرباط بخصوص النزاعات والمواجهات التي تتجدد في كل مرة مع القبيلة الأخرى بسبب هذه الأرض ومن أجل المطالبة بالتدخل لإيجاد الحلول. ويطالب سكان قبيلة «أيت مولي» بفتح تحقيق بخصوص الأحداث التي عاشتها منطقة «عريض السفلى» يوم الثلاثاء، بعدما تحولت إلى أشبه بساحة حرب بسبب مواجهات دامية خلفت إصابة ثلاثة أشخاص تم نقلهم إلى المستشفى المتنقل ببومية لتلقي العلاج، وكان يمكن أن تتطور الأمور إلى الأسوأ لولا تدخل السلطات المسؤولة، إذ انتقل أزيد من 140 عنصرا من القوات المساعدة والدرك الملكي لوقف المواجهات التي استعملت فيها الحجارة والعصي بين القبيلتين. كما تم إحراق دراجتين ناريتين خلال هذه المواجهات. يذكر أن كل قبيلة تعتبر منطقة عريض السفلى الفلاحية ملكا لها، وتؤكد على أحقيتها في استغلالها، وهو ما تنشب عنه مواجهات بين الفينة والأخرى، خاصة مع بداية كل موسم فلاحي أو مع بداية ظهور الكلأ إذ ترغب كل قبيلة في رعي البهائم بها. وينتظر أن يكون عامل إقليم ميدلت قد عقد اجتماعا بين ممثلي القبيلتين المتنازعتين في انتظار إيجاد حل وسط يرضي الطرفين لإنهاء الاحتقان بين سكان القبيلتين اللتين ترفض كل واحدة منهما التنازل عما تعتبره حق لها دون غيرها.