شهدت العقود الأخيرة نموا متزايدا وتطورا سريعا في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وخاصة مع ازدياد عدد من القنوات الفضائية التي تهتم بقضايا عديدة منها السياسي والديني وغيره، الشيء الذي انعكس على مستوى الوعي لدى المجتمعات التي أصبحت على اطلاع بمختلف المجريات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية منها في مختلف بقاع العالم من دون أدنى مجهود، غير أن هذا الأمر له من السلبيات الكثير وخاصة على فئة المراهقين والشباب، فما هي هذه التأثيرات على التنشئة الاجتماعية والحلول لتجاوز ذلك؟ إن التنشئة الاجتماعية هي عملية اتصالية يتم خلالها دعم المعايير الثقافية أو تعديلها لدى الفرد، وعادة ما تحدث في أثناء تفاعل الفرد مع كل المؤسسات أو الأفراد داخل المجتمع. غير أن عملية التنشئة الاجتماعية بالنسبة للطفل بالذات أصبحت تخضع لتأثير الفضائيات المختلفة لدرجة مساهمتها في تشكيل شخصية الأطفال وسلوكهم الاجتماعي والقيم التي يتربون عليها خاصة في ظل القهر الثقافي والغبن الفكري التي تعاني منه الغالبية العظمى من الأسر والمجتمعات. وقد شهدت الفضائيات التي تبث عبر الأقمار الاصطناعية تنوعا كبيرا في برامجها ومجالات اشتغالها والتركيز أكثر على البرامج الشبابية والمراهقين، حيث تسعى بكل الجهد إلى إشباع نهم واحتياجات الأطفال والمراهقين. لماذا يقبل الشباب والمراهقون على هذه الفضائيات؟ 1- تمزج الفضائيات بين الصوت والصورة وهذا يمنحها الجاذبية الكبرى لفئة المراهقين والشباب. 2- التنوع في البرامج والمواد المقدمة وحرية معالجة القضايا الدينية والسياسية. 3- سرعة نقل الأحداث الثقافية، والرياضية والسياسية …. 4- اعتماد الإثارة في نقل الصورة وهذا له تأثير كبيرا جدا في جذب المشاهدين. ويمكن أيضا الإشارة إلى أن أهم تأثيرات القنوات الفضائية الحديثة التي تقدم خدمات إعلامية متنوعة بالنسبة للكيانات البشرية لها آثار سلبية بالنسبة لمنظومة القيم للأفراد والمجتمعات التي هي أساس بقاء الدول والشعوب، وتهديد الهوية الثقافية للمجتمعات العربية، من خلال تسويق منظومة من القيم والسلوكيات ونمط العلاقات الاجتماعية الاستهلاكية السائدة في المجتمع الغربي، وجعل المواطن في البلدان العربية أكثر استهلاكا وتبعية.