دخلت العلاقات الأسرية في الآونة الأخيرة منعرجا حاسما، وجب معه التدخل بشكل عاجل لحماية الأسرة المغربية من التفكك الذي صار يعص بها. حيث يمتد الأمر إلى الأبناء، فتتحول حياة الأسرة بأكملها إلى جحيم، إذ يتباين أسلوب كل من الأب والأم في تربية الأبناء، إلى غيرها من الأسباب التي قد تبدو صغيرة وسطحية إلا أنها غالبا ما تؤدي إلى نشوء الخلافات، والتي تزيد حدتها في بعض الأحيان لتصل إلى حافة الهاوية.. كما أنه مع مرور السنوات تتعقد الأمور بين الزوجين وغالبا في أتفه الأمور، وأحيانا تنشأ الخلافات بسبب سوء تقدير بعض المواقف من كلا الطرفين، وأحيانا تلعب الحالة النفسية لكليهما أو لأحدهما دورا سلبيا في تسيير الأمور، مما يجعل أحد الطرفين غير راض عن تلك التصرفات، وأيضا حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق الطرفين وكذلك الحال بالنسبة لمتطلبات الأبناء، التي تزيد الهوة بين الطرفين بمرور الوقت. الأسباب ومن بين أهم الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم المشاكل بين الزوجين أو بين أفراد العائلة هو غياب الحوار وأحيانا تمسك أحد الأطراف برأيه حتى ولو كان على حساب الآخرين، ولأن تدخل أطراف أخرى سيزيد من حدة المشاكل، فإن نسبة ضئيلة من أفراد الأسر يفضلون الاستعانة بأطراف أخرى للمساعدة في حل المشاكل الأسرية، سيما من قبل الأهل. تضرر الأطفال تعتبر فئة الأطفال المتضرر الأول من المشاكل العائلية والخلافات الزوجية، ويبدو ذلك جليا من خلال التأخر الدراسي لدى غالبية الأبناء الذين يعانون داخل بيتوهم من مشاكل أسرية وصراعات دائمة مابين الأب والأم وكذا الاضطرابات النفسية والأرق والانطوائية.. شهادات نساء قالت إحدى السيدات نتيجة تعرضها لإهانات مستمرة من الزوج، الذي تربطها به صلة قرابة شديدة إنها لم تسمع في منزل أهلها مثل هذه الإهانات على الإطلاق، الغريب أن زوج هذه السيدة يكن لها حبا كبيرا كما تحكي الزوجة نفسها، ومع ذلك فهو لا يتوانى في إهانتها دون أسباب تدعو لذلك في معظم الأحيان. الاستبداد وغياب الاحترام تنشأ خلافات كثيرة بين الأزواج نتيجة الاستبداد في الرأي، وعدم قبول أفكار الطرف الآخر وغيرها من الأمور التي تدخل في العناد وتوجد حالات طلاق متعددة، سببها الأساس هو العناد المتبادل بين الزوجين في حين تكون أوجه العلاقة الأخرى بها الكثير من الإيجابيات، إلا أن هذه الصفة (العناد) أو الإصرار على موقف ما، تعقد المشكلات كثيرا وتوصلها إلى طريق مسدود، رغم أن المشكلة كان يمكن حلها بقليل من التنازل أو الكلمة الطيبة، والواقع أن الزوجة تستطيع أن تجعل الطرف الآخر (الزوج) يفعل ما تريده هي ولكن بشكل غير مباشر، ومع الحفاظ على كرامة الزوج، ويمكن لها هنا أن تتذكر الأسلوب الذي كانت تتبعه معه في فترة ما قبل الزواج والمتميز غالباً بالود والرقة، وهو أسلوب من الأولى أن يتبع بعد الزواج، لأن استمرار الزوجة في الحفاظ على أسرتها شيء مهم للغاية وأكثر صعوبة من الفترة التي تسبق ذلك. البحث عن المودة والرحمة الحقيقة أن بعض الأزواج يكونون على استعداد تام لتقبل أي وسيلة علاجية لأنهم يشعرون بأنهم وصلوا إلى طريق مسدود مع الطرف الآخر فيقبلون التعاون مع المعالج النفسي في كل ما يطلبه منهم. مختصون أكد مجموعة من الخبراء في علاج المشاكل الأسرية عبر مجموعة من البحوث بأنه على الزوجين وأد الخلافات بينهما في مهدها حتى لاتتطور إلى مالا يحمد عقباه، ويجب على الزوجين أن يسرعا في علاج الخلافات في بدايتها، وألا يهملا هذا الأمر.