توفيت، الاثنين الماضي، امرأة حامل وجنينها وأمها فيما أصيبت ابنتاها بجروح متفاوتة الخطورة في حادثة سير على مستوى الطريق الرابطة بين أولاد سعيد وأولاد عبو بعد انقلاب االسيارة الفلاحية من نوع» بيكاب»، التي كانوا على متنها واصطدامها بشجرة خلال أحد المنعرجات، حيث جرى نقل الحامل وجنينها وزوجها وابنتيها وسائق السيارة الى قسم المستعجلات بالمركز الجهوي الاستشفائي الحسن الثاني بسطات لتلقي الإسعافات الضرورية، فيما تم نقل جثة والدتها الى مستودع الأموات بالمستشفى نفسه. ووفق مصادر مطلعة، فإن تفاصيل الحادث تعود إلى أول أمس الاثنين حين استعانت أسرة الحامل التي تنحدر من دوار» بوسرطن « التابع لجماعة سيدي بن حمدون بأحد أبناء القبيلة قصد نقل السيدة الحامل من الدوار الذي يبعد عن مركز أولاد عبو بحوالي 18 كيلومترا إلى المستشفى من أجل الوضع حيث كان في رفقتها كل من والدتها وزوجها وابنتيها، وأمام شدة المخاض وصراخ الحامل حاول السائق الزيادة في السرعة من أجل الوصول إلى مركز الولادة، إلا أنه حاد عن الطريق في أحد المنعرجات واصطدم بشجرة، ما أدى إلى وفاة أم الحامل على الفور، فيما جرى نقل الحامل وابنتيها في حالة صحية حرجة على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات، ورغم المجهودات التي بذلها الطاقم الطبي بقسم الولادة بالمستشفى الجهوي المذكور لإنقاذ الحامل وجنينها إلا أنهما توفيا بسبب الإصابات التي تعرضا لها أثناء الحادث، في المقابل تم تقديم الإسعافات الأولية لابنتيها(3سنوات, 6 سنوات) واللتان وضعتا بقسم طب النساء بعدما بتر أصبع يد إحداهما، وأصيبت الثانية بجرح بليغ على مستوى الرأس، وأضافت المصادر أن إصابات كل من الزوج والسائق كانت طفيفة، و تم إيداع جثة الحامل وجنينها وأمها بمستودع الأموات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات، وموازاة مع ذلك فتحت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي أولاد عبو بحثا في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة بسطات لتحديد ملابسات الحادث. وطرح متتبعون للشأن المحلي بسطات عدة تساؤلات عن الأوضاع والظروف التي يتم فيها نقل الحوامل من البوادي أمام غياب سيارات الإسعاف الكافية لإنقاذ حياة الأبرياء، حيث يضطرون إلى الاستعانة أحيانا بسيارات أفراد العائلة أو أبناء الدوار وبعربات مجرورة بالبهائم أحيانا أخرى ما يعرض حياة الحوامل وأجنتهن للخطر، فيما يعرض السائقون أنفسهم للمساءلة رغم أنهم في غالب الأحيان يغلبون المغامرة لتقديم مساعدة لشخص في خطر سواء من الحوامل أو غيرهن، وطالبوا باستراتيجية واضحة تخص الاهتمام بصحة المرأة الحامل وضبط العلاقة بين وزارة الصحة وسيارات الإسعاف التابعة للجماعات القروية أو البلدية حتى لا تستعمل في إطار المزاجية، خاصة أمام مطالبة أهل الحوامل أو المرضى بثمن الكازوال.