لم يعد التعاون المغربي-الفرنسي في مجال محاربة الإرهاب يقتصر على الجانب الأمني والاستخباراتي، بل تعداه إلى مواجهة الفكر المتطرف بتكوين الأئمة في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدينوالمرشدات. وخيمت مبادرات المغرب في مجال تكوين الأئمة ونشر نموذج التدين المعتدل على أشغال ندوة صحفية عقدها منتخبون مغاربة في فرنسا بالأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج، عبد الله بوصوف، أول أمس الثلاثاء في الرباط، والذي أكد أن الإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية أو العلمانية. وشدد بوصوف على أن الإنسان المغربي في الخارج لا يمكنه أن يكون إلا عامل سلام وتسامح ورخاء في المجتمع الذي يعيش فيه، حيث أشاد في هذا السياق بأهمية التعاون الفرنسي المغربي. وأشار الأمين العام للمجلس إلى استعداد المؤسسة لمرافقة المنتخبين المغاربة في فرنسا من أجل تمكينهم من وسائل الاشتغال الأساسية من أجل الدفاع عن قضايا الجالية المغربية في فرنسا، ومختلف القضايا الوطنية. من جهته توقف صلاح بوردي، رئيس رابطة «أوجين دولاكروا» التي تجمع منتخبين مغاربة في فرنسا، عند أهمية تكوين الأئمة الفرنسيين، واعتبر أن المغرب يمكن أن يكون نموذجا يحتذى به في هذا المجال بالنظر لما تم الوقوف عليه خلال زيارة معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات. وقال في هذا السياق: «خلال زيارتنا لمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات اطلعنا على الإمكانيات المسخرة لتكوين عدد من الأئمة من مجموعة من الدول، والتقينا بأئمة فرنسيين قدموا من أجل التكوين في المغرب بهدف تعزيز مبادئ التسامح والسلام والعيش المشترك في المساجد الفرنسية خصوصا في الضواحي». وحذر المتحدث ذاته من ترك الشباب ضحية للإسلام المنتشر في الإنترنت، حيث ينشط الفكر المتطرف الذي يقدم صورة مغلوطة عن الإسلام. وشدد بوردي على ضرورة أن يتولى الشأن الديني للإسلام في فرنسا أئمة لديهم تكوين في المجال، حتى لا يصبح الدين أداة تستعمل لأغراض سياسية. وخلال جلسة عمل انعقدت يوم السبت الماضي بين الأمين العام للمجلس ووفد المنتخبين المغاربة، تم التركيز على الممارسة الدينية للإسلام في الدول الأوربية، والتحديات التي يطرحها الجهل وعدم المعرفة وغياب تكوين حقيقي للأطر الدينية القادرة على التعايش مع حقائق السياق الأوربي. وفي هذا السياق اعتبر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن هناك ثلاثة عناصر أساسية وضرورية تتعلق بالإسلام بأوربا، والمتمثلة في إسلام يقوم على العقل، وإسلام يستند إلى العلم والمعرفة ومنطق النقد، وإسلام الروحانية.