أفادت مصادر مطلعة «المساء» بأن سيارة خاصة اقتحمت، يوم أول أمس، معبر «باب سبتة» عنوة، كما اخترقت الحواجز الأمنية به، حيث كان سائقها يعتزم المرور إلى سبتة. ووفق مصادرنا، فإن السيارة من نوع غولف، التي تبين فيما بعد أنها كانت تحمل لوحة أرقام مزورة، دهست السلاسل الشائكة الأرضية، واستمرت في طريقها في اتجاه مدينة الفنيدق، قبل أن تتم مطاردتها واعتراض طريقها من طرف عناصر الأمن وفرق السير والجولان، كما تمت ملاحقة سائقها واثنين من رفاقه خلال محاولتها الفرار. وأضاف المصدر أن سائق السيارة دهس ثلاث نساء خلال ملاحقة أصيبت إحداهن على إثرها بإصابات في الساقين، وأخرى أصيبت بحالة غيبوبة قبل أن يتم نقلهن إلى المستشفى لتلقي العلاج. وتبين للسلطات الأمنية أن السيارة المعنية تحمل لوحة أرقام مزورة. وتعود آخر محاولة اختراق للمعبر الحدودي إلى شهر نونبر الماضي، حينما أقدمت سيارة من نوع «فاركونيط»، كانت تجهل حمولتها، على اقتحام معبر «تاراخال» الإسباني، قادمة من معبر باب سبتة من الجانب المغربي، حيث انطلق سائقها بسرعة فور مطالبته بجواز السفر، إذ دهس جميع الحواجز الأمنية المثبتة أمام السائقين، ليلوذ بالفرار إلى وجهة مجهولة. وبقي رجال الأمن والحرس المدني مشدوهين أمام اختراق الحواجز الأمنية، وفق تسجيلات كاميرات المراقبة، فيما لاحقت سيارة الفاركونيط دوريات أمنية، ليتم العثور عليها بالقرب من حي برينسبي، وهو حي مغاربة سبتة، والذي يعتبر بالنسبة للأمن الإسباني معقل الجهاديين والإسلاميين المتطرفين. وكشفت مصادر أمنية ل«المساء» عن عزم المديرية العامة للأمن الوطني والمصالح الاستخباراتية رفع عناصرها في المعبر، مع تشديد مهمتها الرامية إلى تعزيز ضوابط جوازات السفر البيومترية، وتحليل والتأكد من وثائق السفر للراغبين في اجتياز المعبر والوصول إلى سبتة، ومنها إلى أوربا. وقال مصدرنا إن هذا النظام الجديد جاء بعد إعلان السلطات المغربية عن تطبيق برنامج «حذر» لمواجهة «كل الأخطار» وعلى رأسها الإرهاب، مشيرة إلى أن هذه التعزيزات الأمنية غير الملفتة للانتباه جاءت مباشرة من العاصمة الرباط، والقاضية برفع عدد العناصر الأمنية الخاصة، كما انطلق العمل بهذا النظام الجديد أيضا بمعبر مليلية كإجراءات أمنية وقائية، واستجابة لتزايد ضغوط الهجرة على المدينة. وعاينت الجريدة تعزيزات أمنية بدت واضحة خلال مراقبة المعبر الحدودي الذي يعتبره المهاجرون غير الشرعيين من السوريين والجزائريين ثغرة ومنفذا لهم للوصول إلى سبتة، عبر استعمال جوازات سفر مزورة، كما أكد مصدرنا أن الحاجة إلى تعزيز هذه الضوابط الأمنية الجديدة ليس هاجسا أمنيا للمغرب فقط، بقدر ما هو كذلك لإسبانيا أيضا، والتي بدأت تنهج نفس الأسلوب الأمني الجديد بهدف التحكم والتأكد من هوية وحركة العابرين إلى المعبر، والسيارات التي تدخل مدينة سبتة يوميا والتي تفوق 6000 سيارة.