عادت حكايات تعرض مواطنين بالأحياء الشعبية بفاس لمحاولات نصب واحتيال من قبل أفارقة باستعمال تقنية «السماوي» إلى واجهة أخبار «المنوعات» بعدد من المقاهي الشعبية، وحتى في بعض صالونات «الكبار»، بعد انتشار خبر «مواجهة» في حي الرصيف بالمدينة العتيقة بين شاب مغربي وآخر غيني بسبب خلافهما حول أنجع السبل للإطاحة بأحد تجار المدينة، كانوا قد خططوا لسرقة أمواله عبر إغرائه. وتم اعتقال الشابين والاستماع إليهما في محاضر رسمية، منذ حوالي 10 أيام، وأحيل الشاب الغيني على المستشفى لتلقي العلاجات على إثر طعنة سكين تلقاها كادت أن تودي بحياته، لتفشل بذلك عملية النصب والاحتيال في المهد، وليكشف سر أسرار عمليات نصب أصبحت تتنامى في المغرب أبطالها أغلبهم أفارقة دخلوا التراب المغربي عبر الهجرة السرية طمعا في معانقة الحلم الأوربي، قبل أن يتحولوا، بسبب الأزمة، إلى «نصابة» من الطراز الرفيع. وقبل هذا الحادث بحوالي شهر، شهد حي عوينات الحجاج موجة استنفار من قبل عدد من شبانه الذين غادروا المؤسسة السجنية ورغبوا في تأسيس جمعية تتولى الحد من تنامي الجرائم بحيهم الشعبي، وذلك في محاولة منهم لإلقاء القبض على شابين ماليين ينشطان في شبكة متخصصة في النصب على المغاربة. وسلم هؤلاء الشبان الشابين لقائد ملحقتهم الإدارية، فيما تمكن ثالثهما من الفرار ومعه مبلغ قدرت قيمته ب5 ملايين سنتيم، استحوذ عليها أثناء عملية راح ضحيتها أحد تجار الحي. ووجهت للماليين تهمة النصب والاحتيال على طريقة «السماوي» وتزوير أوراق نقدية والإقامة غير الشرعية. وأحيل بعد الاستماع إليهما على سجن عين قادوس في انتظار البت النهائي في ملفهما. فيما أصدرت الشرطة القضائية مذكرة بحث وطنية في حق زميلهما الثالث. وكانت المجموعة تتردد باستمرار في المدة التي تلت عمليتها على الحي وتمكنوا من التعرف على بعض شبان الحي وأخبروهم بأنهم يتوفرون على قدرات لتزوير الأوراق النقدية. وقاموا بتجربة أمام أحد المواطنين لإقناعه بصحة ما يدعون. فقد منحهم مبلغ 500 درهم، وبطلاسم ضبطت بحوزتهم أخرجوا المبلغ الذي وضعوه في ظرف بكمية مضاعفة. ولكي يزيدوا من إقناعهم له طلبوا منه التوجه إلى سوق ممتاز للتأكد من سلامة هذه الأوراق. وبهذه الطريقة تمكنوا من إقناع أحد تجار الحي بالقيام بالعملية. واستضافهم هذا الأخير ببيته وسلمهم مبلغ 5 ملايين سنتيم لكي يضاعفوه له. ووضعوا المبلغ داخل صندوق وطلبوا منه بعد القيام بأعمال سحر انتظار استنساخ المال. وفي الوقت الذي غادر فيه التاجر لاستحضار الأكل لضيوفه الذين كان ينتظر منهم المال الوفير، سارع أحدهم بمغادرة البيت مستحوذا على المبلغ المالي، وترك الصندوق فارغا. فيما ظل الشابان الآخران وبحوزتهما الصندوق الفارغ ينتظران أقرب فرصة للفرار بعد عودة صاحب البيت. ودفع طول الانتظار التاجر إلى تفقد ماله في الصندوق. وفي الوقت الذي بدأت شكوكه تزداد، حاول الشابان الفرار، لكن صرخات التاجر استنفرت شبان الحي الذين تمكنوا من محاصرتهما وتسليمهما إلى قائد الملحقة الإدارية الذي تدخل بدوره لإحالة ملف القضية على رجال الأمن.