يوم غد الأربعاء، يحدد مصير المنتخب الذي سيحظى بشرف تمثيل العرب في مونديال جنوب إفريقيا 2010، فبعد خروج كل من المنتخب البحريني على يد النيوزيلانديين، والإقصاء غير المتوقع للمنتخب التونسي، وإهدائه هدية للمنتخب النيجيري، ينحصر الصراع على التأهل بين المنتخب المصري الذي عاد بقوة واستطاع تذويب الفارق ليتساوى مع المنتخب الجزائري في النقط، هذا الأخير كان المرشح الأول للظفر بالغرين كارد الجنوب الإفريقي لكن يبدو أن الظروف التي أحاطت بالمباراة، أثرت على معنويات لاعبي هذا المنتخب الذي انهزم في الوقت القاتل، والذي كان أثناءه شعب الراي يحتفل بتأهل لمونديال ظل يترقبه مدة أربعة وعشرين سنة، ليحمل المنتخبان، حقائبهم ويحجزوا أول طائرة تنقلهم إلى السودان الذي اختارته الفيفا ليكون مجمعا للإخوة المتنافسين في مباراة فاصلة ستحدد من هو الأقوى والأجدر بتمثيل العرب في دولة «البافانا». وسيلتقي الطرفان غدا الأربعاء في ملعب أم درمانبالخرطوم، وهو الملعب الذي كان مسرحا لمجموعة من النزالات القوية خاصة الديربي السوداني مابين المريخ السوداني والهلال. حيث تقدر الطاقة الاستيعابية لهذا الملعب بحوالي 42000 ألف متفرج، وهو ما يعني أن جماهير المنتخبين ستستفيد من نصف التذاكر، وحسب الأخبار المتداولة فإن الجمهور المصري يظل المستفيد الأول إذ يسمح للمصريين بالسفر إلى السودان دون الحصول على تأشيرة وذلك ضمن تنفيذ اتفاقيات «الحريات الأربع» المبرمة بين البلدين ولكن يستلزم سفرهم الحصول على التطعيم (التلقيح) اللازم وهي لقاحات ضد الحمى الصفراء والالتهاب السحائي والكوليرا وذلك مقابل 136 جنيها مصريا (نحو 25 دولار). هذا إلى جانب قرب المسافة، لكن الأخبار الواردة ساعات قبل كتابة المقال أكدت أن السلطات السودانية قامت برفع التأشيرة عن الجمهور الجزائري سعيا من السلطات السودانية إلى أن تكون عادلة وتعامل الجمهور الجزائري مؤقتا معاملة شبيهة بالامتياز الذي كان يتمتع به المصريون. حيث كانت في السابق طلبت من الجماهير الجزائرية الحصول على تأشيرة تسمح لهم بالدخول إلى التراب السوداني. من جهة أخرى طلبت مجموعة من مناصري المنتخب الجزائري من السلطات الجزائرية تمكينهم ومساعدتهم ماديا حتى يتسنى لهم تشجيع فريقهم المفضل في مباراة يتقرر فيها مصير شعب، بل إن بعض وسائل الإعلام الأجنبية خاصة المصرية نقلت أخبارا مفادها أن الرئيس الجزائري سيتكفل بنقل مشجعي الخضراء إلى ملعب أم درمان، حيث نقلت جريدة صحيفة الشروق الجديد المصرية أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمر بنقل عشرة آلاف من مشجعي منتخب بلاده لكرة القدم مجانا إلى العاصمة السودانية الخرطوم حتى يتسنى لهم متابعة المباراة الفاصلة بين الجزائر ومصر. وحسب المصدر ذاته الذي استقى الخبر من الإذاعة الجزائرية، فإن وحيد بوعبد الله الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الجزائرية أكد أن الحكومة الجزائرية قررت التكفل بنقل عشرة آلاف مشجع إلى الخرطوم لمساندة منتخب بلادهم في مباراته الفاصلة أمام مصر. وأضافت الصحيفة تبعا للإذاعة الجزائرية أن تسهيلات اتخذت لتسهيل نقل المشجعين إلى السودان كتسجيل التأشيرات على جوازات السفر مباشرة بمطار الخرطوم. وبالنسبة للتركيبة البشرية للطرفين فإن العم رابح سعدان يعيش ظرفا صعبا في ظل التوقيفات التي تعرض كل من الحارس الرسمي لكواوي، ولاعب وسط الميدان لموشية، لجمعهما إنذارين، وللإصابة التي لحقت بالمدافع الصلب رفيق حليش، لكن الأخبار القادمة من بعثة المنتخب الجزائري بالسودان تؤكد أن سعدان سيعتمد على الحارس الثاني للفريق الوطني فوزي شاوشي الذي يعرف الكرة الإفريقية جيدا، وكذلك ملعب السودان الذي لعب فيه أكثر من مرة مع شبيبة القبائل. في حين سيعوض لموشية المدافع يبدي لاعب بورتسموث الإنجليزي والذي يتمتع بطول القامة، وجمال عبدون لاعب نانت الفرنسي. وفي المقابل سيكون شحاتة أكثر محظا في ظل المعنويات المرتفعة للاعبيه الذين صنعوا الفارق وأهدوا جمهور القاهرة فوزا معنويا لا يقدر بثمن، بل إن حتى اللاعب المصاب حسني عبد ربه لاعب نادي أهلي دبي الإماراتي أصبح جاهزا وتعافى من الإصابة التي كانت قد أبعدته عن مباراة السبت، مما يقوي فرضية التحاقه بمباراة الغد، وضخ دماء جديدة في وسط ميدان الفراعنة.