كما كان متوقعا، أقدمت السلطات العليا على إلغاء البرتوكول الرسمي لافتتاح المبنى الكبير لمركز الهلال الأحمر المغربي بالقنيطرة من برنامج الزيارة الملكية التي قام بها عاهل البلاد لعاصمة الغرب عشية أول أمس. وكشف مصدر موثوق أن التحريات، التي باشرها مسؤولون كبار بشأن الخروقات والتجاوزات التي شابت أشغال إنجاز المشروع المذكور، أكدت ما أشارت إليه «المساء» في مقال سابق حول تورط المسؤولين بولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن في إقحام مشاريع لم تستوف بعد الإجراءات والمساطر القانونية المعمول بها في لائحة البرامج التي ستحظى بالتدشين الملكي. واستثنت الغضبة الملكية افتتاح مقر الهلال الأحمر بمنطقة «أولاد أوجيه»، الذي زارته زينب العدوي، والي الجهة، أكثر من مرة استعدادا لهذه الزيارة، بعدما ثبت أن تشييده تم دون الحصول على التراخيص المطلوبة، وهي الخروقات التي لم تنتبه إليها الوالي العدوي، مثلما لم تنتبه أيضا إلى التجاوزات الخطيرة التي لا زال يرتكبها بعض مسؤوليها في تدبير ملف الباعة المتجولين وملف البناء العشوائي بمنطقة »أولاد امبارك« و«الحنشة». وقال المصدر ذاته إن ملك البلاد اكتفى، خلال هذه الزيارة، بإعطاء انطلاقة أشغال إنجاز محطة تصفية المياه العادمة لمدينة القنيطرة وجماعتي «المهدية» و«سيدي الطيبي»، التي رصدت لها استثمارات بقيمة 600 مليون درهم، وبناء المستشفى الجهوي الكبير للقنيطرة، وزيارة المحطة الصناعية المندمجة الواقعة بجماعة »عامر السفلية« أحواز القنيطرة، دون أن ينتقل إلى مقر الهلال الأحمر. وأضاف المصدر نفسه، أن ولاية الجهة، عوض أن تنكب على معالجة مختلف الاختلالات التي تعطل البدء في استغلال المرافق المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي سبق وأن تشرف الملك محمد السادس بتدشين عدد منها في وقت سابق، فإنها اختارت، في المقابل، تجييش ما وصفهم المصدر ب»الكَتبة« و»الوصوليين« المعروفين بفسادهم وماضيهم الأسود واستفادتهم من بقع الفيلات والعمارات في ظروف مشبوهة، لتلميع صورتها لدى الرأي العام المحلي. وخلف نهج السلطات الولائية سياسة »الشيتة والجير« لكل الممرات التي مر منها الموكب الملكي استياء واستنكارا شديدا في أوساط ساكنة المدينة، التي سخر مواطنوها كثيرا من انخراط كبار مسؤولي الولاية، بينهم قياد وأعوان السلطة، في عمليات التبليط العشوائية للأشجار وجنبات الطرق وردم الحفر وغرس الزهور وجمع النفايات وصباغة واجهات المنازل والمحلات وإصلاح أعطاب النافورات ونفي المشردين والمعتوهين إلى وجهة غير معلومة.