عاد وزير الاتصال المغربي، خالد الناصري، مجددا إلى استعمال ثنائية الحرية والمسؤولية في حديثه عن دور وسائل الإعلام للتقريب بين الثقافات والشعوب أثناء أشغال افتتاح الدورة الثالثة لمنتدى فاس حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي، وذلك مساء أول أمس الأحد. وقال في مداخلة، حرص على إعطائها صبغة التحليل الأكاديمي، إن وسائل الإعلام أصبحت في زمن ما سماه بالطفرة التاريخية الكبرى تستقبل كل الصراعات العالمية، مسجلا بأنه بسبب هذه التحولات أصبح العالم يتغير وجهه صباح مساء بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الإنسانية. وفي نظر وزير الاتصال المغربي، فإن وسائل الإعلام، وأمام هذا الوضع، أصبح بإمكانها أن تلعب دورا في اتجاهين، فإما أن تكون وسيلة حوار بين الحضارات والشعوب أو وسيلة دمار شامل لهذا المبدأ. وقال إن حساسية هذا الوضع هي التي تطرح بحدة إشكالية الأخلاق في تسديد العمل الإعلامي وتحديد مضمونه، وأكد على أن الحرية والمسؤولية تشكلان وجهين لعملة واحدة تصنع قيم وأخلاقيات الرسالة الإعلامية، وهي ذاتها الثنائية التي كررها في الآونة الأخيرة في عدد من تصريحاته التي جاءت عقب التشنجات التي ظهرت بين أطراف من جسم الإعلام الوطني وحكومة عباس الفاسي. وتبنت لطيفة أخرباش، المديرة السابقة للمعهد العالي للإعلام والاتصال، وكاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الخلاصات التي نطق بها زميلها في الحكومة، قبل أن تشير إلى أن وسائل الإعلام ساهمت في احتدام الخلافات القائمة على مستوى العلاقات الدولية. وقالت إن تحول العالم إلى قرية صغيرة لم يفض إلى تقارب إنساني وثقافي بين الشعوب. واستحضرت أحداث 11 شتنبر لتؤكد على أن الإعلام ساهم في الترويج لأحكام تبسيطية واختزالية تجاه الإسلام والمسلمين، مما ولد هجوما مضادا من لدن بعض وسائل الإعلام العربية التي استنفرت جميع الأسلحة ضد كل ما يتعلق بالعالم الغربي. ويعد هذا المنتدى الذي تخصص في تنظيمه المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية والدولية، من أكبر المنتديات العالمية التي خصصت لتقييم مساهمات وسائل الإعلام في مجهودات التقارب بين الشعوب والحضارات. ويرتقب أن تعطى فيه الكلمة على مدى ثلاثة أيام لإعلاميين وجامعيين وأصحاب سلطة لمناقشة هذا الوضع، قبل الخروج بتوصيات من شأنها أن تقدم إلى الأممالمتحدة لاعتمادها كوثيقة أخلاقية تحكم عمل وسائل الإعلام.