دخل فرع حزب التجمع الوطني للأحرار بطنجة مرحلة تصفية حسابات شرسة بعد اقتراب موعد الانتخابات الجماعية ووصول التحالفات الحزبية بالمدينة إلى مرحلة حاسمة. وتسبب سؤال شفوي بالبرلمان في دفع الحزب إلى شفا الهاوية، بعدما وصلت فيه الحزازات السياسية والشخصية درجة غير مسبوقة. وكان حسن بوهريز، ابن بارون العقار والمنسق الجهوي للحزب بطنجة محمد بوهريز، الذي وصل البرلمان عن طريق لائحة «كوطا الشباب»، قد وجه سؤالا شفويا بمجلس النواب- وصفته مصادر تجمعية بأنه ملغوم- حول استفحال البناء العشوائي بمقاطعة طنجةالمدينة، علما أن هذه المقاطعة يشرف عليها حزب التجمع نفسه، ويرأس مقاطعتها أحد أبرز الأسماء التجمعية بالمدينة، هو يونس الشرقاوي. وقالت مصادر مطلعة ل«المساء» إن بوهريز الابن تقدم بذلك السؤال الشفوي لأهداف انتقامية بعد أن رفض الشرقاوي بشكل قاطع ترشحه خلال الانتخابات الجماعية المقبلة، كما رفض أي استغلال للانتخابات من أجل تبويء عائلة بوهريز مناصب انتخابية، وهو الموقف الذي لقي وقتها استحسانا كبيرا وسط التجمعيين بطنجة. وأضافت المصادر أن السؤال الشفوي الذي ألقاه بوهريز الابن بالبرلمان حول البناء العشوائي بجماعة طنجةالمدينة يعتبر غريبا لسببين: الأول، أن البناء العشوائي يستفحل في كل مناطق طنجة. والثاني، أن جماعة طنجةالمدينة تعتبر معقلا لحزب التجمع الوطني للأحرار، وهو ما يعني أن تصفية الحسابات دخلت مرحلة اللاعودة في صفوف حزب وزير الخارجية صلاح الدين مزوار. وكان محمد بوهريز قد اتصل من قبل برؤساء مقاطعات في المدينة، ينتمون لحزبه، وطرح عليهم قضية تبويء ابنه حسن منصبا مهما بعد الانتخابات الجماعية المقبلة، فكان الرفض بالإجماع، إلى درجة أن الشرقاوي هدد بمغادرة الحزب نهائيا في حال ترشح بوهريز الابن للانتخابات الجماعية المقبلة. وكان الشرقاوي قد وجه كلاما مباشرا وقويا إلى بوهريز حين اتهمه بأنه يستخدم الحزب من أجل أغراض عائلية محضة، حيث وضع ابنه حسن على رأس «كوطا» الشباب من أجل تعبيد الطريق أمامه للوصول إلى البرلمان، ووضع «نسيبته» سعيدة شاكر نائبة لعمدة طنجة، وهي مولّدة سابقة، وحاول استوزار إحدى بناته في حكومة بنكيران، واستغل النادي الملكي للغولف من أجل تحويله إلى تركة عائلية، حيث قبض مؤخرا قرابة مليار سنتيم من المال العام لإقامة حفل ودوري بالنادي أشرفت عليه عائلته. وكانت قضية هيمنة عائلة بوهريز على حزب التجمع تسببت في موجة من الاستقالات من الحزب خلال الأسابيع والشهور الماضية، حيث غادره أعضاء وازنون، بالإضافة إلى انسحاب العشرات من أعضاء الشبيبة التجمعية بعد أن حاول بوهريز فرض ابنه رئيسا عليها، وهو ما جعل مصادر من حزب «الحمامة» تتوقع أن تكون النتائج المقبلة للحزب في الانتخابات الجماعية بطنجة الأضعف على الإطلاق.