ذهبت المعارضة المتصاعدة ضد هيمنة عائلة محمد بوهريز على دواليب حزب التجمع الوطني للأحرار بطنجة، بعيدا عندما نجح أعضاء شبيبة الحزب بشكل رسمي في الإطاحة بكاتبهم المحلي، حسن بوهريز، من مهمة قيادة هياكل الشبيبة، بسبب سوء التسيير والاستفراد في اتخاذ القرارات، أو تمريرها بطريقة توصف بانها مخدومة مسبقا. وحسب مصدر حزبي، فإن أجواء من التوتر قد خيمت على أشغال اجتماع عاصف لأعضاء شبيبة التجمع الوطني للأحرار، التي يقودها نجل المنسق الجهوي المثير للجدل، نهاية الأسبوع الماضي، إجتماع انتهى بإجبار أعضاء الشبيبة الغاضبين من كاتبهم المحلي، على تقديم هذا الأخير لاستقالته من المهام المنوطة به، مع إلزامه بعدم الترشح لأي مسؤولية في المؤتمر المقبل للشبيبة. ووفقا لنفس المصدر المتشبث بعدم التصريح بهويته، فإن "انتفاضة" أعضاء الشبيبة التجمعية على حسن بوهريز، جاءت بسبب الحصيلة الكارثية التي عرفتها فترة تسيير هذا الأخير، خاصة في الجانب المتعلق بالتعامل مع معارضيه، الذين وجد بسببه العديد منهم نفسه مضطرا لتقديم استقالتهم من هياكل الشبيبة، احتجاجا على ما يعتبرونه "تسلطّ" زعيم إطارهم، وهي الإستقالات التي اتخذت في اكثر من مناسبة طابعا جماعيا، لم يجد بوهريز حرجا في إنكارها أو تبريرها من خلال منابره الإعلامية التي يمولها، بالرغم من وضوح الوثائق التي تثبت موقف المستقلين من الحزب. وتنضاف هذه الصفعة الأخيرة التي وجهها الشباب التجمعيون لكاتبهم المحلي، إلى مسلسل طويل من الضربات الموجعة التي يرى معظم المراقبين إلى انها تسير نحو النهاية الحتمية لسيطرة عائلة بوهريز على هياكل حزب التجمع الوطني للأحرار في طنجة، خاصة مع تنامي نفوذ الرجل الثاني في الحزب، رشيد الطالبي العلمي، الذي يشكل مبعث قلق للمنسق الجهوي، بشأن سيطرته على الحزب. ومن جملة هذه الضربات القوية التي وجهت لبوهريز مؤخرا، فشله في لم شمل المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار في مدينة طنجة، وهو المعطى الذي حاول القيادي المذكور إنكاره بإدعائه أن "لجنة القدس هي السبب في تأجيل اللقاء إلى موعد لاحق"، لكن الأيام مرت سريعا وثبت أن لاعلاقة لمؤتمر لجنة القدس بمؤتمر بوهريز. وتواصل مسلسل انكسار طموحات بوهريز، من خلال رفض مقترح استوزار ابنه ضمن تشكيلة حكومة عبد الإله بنكيران في نسختها الثانية، ثم فشله لاحقا في فرضه نائبا لرئيس مجلس النواب في مرحلة ما بعد الإستقلالي كريم غلاب، المنتهية ولايته الشهر الجاري.