استنكر عدد من زوار المستشفى الجهوي محمد الخامس بآسفي انتشار النفايات الطبية فوق أرضية المستشفى قرب مستودع الأموات، وتحويل محيطه الذي يعرف حركة كثيفة للمواطنين، إلى مزبلة طبية تهدد صحتهم. وقال شهود عيان في حديث ل»المساء» إنهم رأوا معدات مخصصة لتصفية الدم، وجلودا، وبقايا عمليات جراحية، وأعضاء مبتورة، ومخلفات الحوامل، وبقايا أدوية مستعملة، قرب حاويات جمع الأزبال التابعة لشركة «سيطا البيضاء» للنظافة بآسفي. وحذر متتبعون من الخطر البيئي والصحي، الذي تشكله هذه النفايات الطبية على حياة المواطنين والمرضى والمترددين على المستشفى، وعلى السكان القريبين منه. وفي اتصال بمسؤول نقابي بشركة «سيطا» المفوض لها قطاع النظافة بآسفي، قال في تصريح ل«المساء» إن العمال أصبحوا «يمتنعون عن جمع نفايات المستشفى الطبية لخطورتها على صحتهم»، موضحا أن أحد السائقين أصيب بالغثيان، ودخل في حالة هستيرية، بمجرد أن رأى بقايا أطراف، ولحما، وجلودا آدمية، فعوض بعامل آخر، ليقوم مقامه، لكنه للأسف أصبح هو الآخر يهدد بالامتناع عن الاشتغال في جمع النفايات الطبية من هول ما رأت عيناه. وقال المسؤول النقابي إن لجنة الصحة والسلامة التابعة للشركة بحضور المدير، وطبيب الشغل وممثلي العمال، تداولت الخطر الصحي، الذي يتهدد عمال النظافة، الذين يكلفون بجمع النفايات الطبية بالمدينة، ودونت تظلماتهم بمحضر رسمي سيرفع إلى المدير الجهوي للشغل، للاطلاع على الحالة النفسية، التي يشتغل فيها عمال الشركة. وسبق أن تداول سكان آسفي «فيديو» نشر على «يوتيوب» يفضح وجود نفايات طبية خطيرة مرمية بشوارع آسفي قرب المقبرة المسيحية، حيث ظهرت نفايات طبية تعود لأحد المختبرات، عبارة عن حقن ملوثة، وقوارير بلاستيكية، وقارورات دم، وضمادات عليها آثار الدماء جمعت بأكياس بلاستيكية، مما عجل بخروج لجنة مختلطة من الأطر الطبية، والسلطة المحلية، والشرطة القضائية، للمعاينة وفتح تحقيق حول سبب التخلص من تلك النفايات، التي يحمل بعضها أسماء زبائن مرضى، يفترض أنهم ترددوا على الجهة، التي تخلصت من النفايات ويرى متتبعون أن شركة النظافة «سيطا البيضاء»بآسفي مسؤولة هي الأخرى عن الاستهتار بصحة المواطنين، حينما تعمد إلى خلط النفايات الطبية بالمنزلية، وطرحها بالمطرح البلدي لتقتات منها الكلاب والحيوانات، ويجمع منها فقراء المدينة حاجياتهم، مما يتسبب في نقل الأمراض المعدية، ويخالف دفتر التحملات، الذي يرتبط بالجماعة الحضرية التي فوت لها قطاع النظافة. وينص دفتر التحملات على أن «النفايات المتعفنة الواردة على المستشفيات والمصحات…لا يمكن التخلص منها بنفس الطريقة والظروف، التي يتم التخلص بها من النفايات المنزلية». وسبق لوزارة الصحة، التي تنص قوانينها على جمع النفايات الطبية بطريقة لا تضر الإنسان، أن اتخذت قرارا يلزم المراكز الصحية، التي عجزت عن معالجة نفاياتها الطبية بواسطة المطاحن المعقمة، أو بحرقها بالطرق العلمية، أن تقوم بتفويت هذه الخدمة لشركات خاصة وفق دفتر تحملات يرعى مصالح الجميع.