في سياق الأزمة الخانقة التي يعرفها قطاع الصحافة المكتوبة، وأمام تراجع المقروئية الذي أصبح يعاني من تداعياته القطاع، قررت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف الرفع من أسعار الصحف اليومية بداية من اليوم الاثنين. وأكدت الفدرالية أنها اتخذت قرار الزيادة حفاظا على الاستمرارية والتعدد والقدرة على القيام بالوظيفة المجتمعية للصحافة المغربية، والحفاظ على مناصب الشغل، ولذلك قررت اليوميات المغربية الرفع من ثمنها من 3 دراهم حاليا إلى أربعة دراهم ابتداء من اليوم الاثنين كإجراء ضمن إجراءات أخرى يشتغل عليها الجسم الصحافي لمواجهة التحديات المهنية والاقتصادية للإعلام المكتوب، ليواصل عمله في أفق تجويده خدمة للقراء. وفي سياق متصل، كشف نور الدين مفتاح، رئيس الفدرالية المغربية لناشري الصحف، عن معطيات مرعبة بالنسبة لناشري الصحف، تؤكد أن 9 من أصل 10 من المغاربة الذين يقرؤون الصحف، لا يشترونها، وإنما يقومون بذلك من خلال الأكشاك والمقاهي بشكل مجاني، بعد أن وصل عدد القراء إلى ثلاثة ملايين، هذا في الوقت الذي لم تتجاوز مبيعات الصحف عتبة 300 ألف نسخة تم بيعها. و أشارت الفدرالية إلى أن أزمة الصحافة الورقية في العالم كانت لها آثار وخيمة على اقتصاد الإعلام المكتوب، مما جعل العديد من الصحف ذات التاريخ العريق تغلق أبوابها، مضيفة أنه لما وصلت هذه الأزمة إلى المغرب، كانت لها آثار أقوى نظرا للاختلالات الهيكلية التي ظلت تعاني منها الصحافة المغربية، وخصوصا فيما يتعلق بالضعف الكبير للقراءة، و للقراءة المجانية للصحف، وكذا للمنافسة غير المتكافئة في سوق الإشهار. واعتبرت الفدرالية أنه وعلى الرغم من الدعم العمومي الهزيل المقدم للصحافة الوطنية، فإن العشرات من العناوين الصحافية المغربية اضطرت لإغلاق أبوابها، وعموما تبقى كلفة إنتاج الأخبار أغلى بكثير من ثمن بيعها.