لم يكن المواطن الضحية موسي العربي البالغ من العمر 33 سنة، متزوج وأب لطفلين، قاطن بدوار أولاد يسغي جماعة سيدي لحسن الواقعة تحت النفوذ الترابي لإقليم تاوريرت، يعتقد أن التصريح برغبته الترشح للانتخابات الجماعية المقبلة بجماعته ستكلفه طعنات بسكين والدخول في غيبوبة قد لا يستفيق منها حيث لا زال يرقد إلى حدّ كتابة هذه السطور، بقسم العناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجامعي بوجدة. السوق الأسبوعي لجماعة سيدي لحسن أولاد اعمرو بإقليم تاوريرت، كان صباح نفس اليوم مسرحا للجريمة التي كانت بدورها مشهدا لمأساة شهد تفاصيله أبناء القبيلة والمتبضعون ومختلف تجار البضائع والخضر القادمين من الضواحي، حيث أقدم مستشار بالمجلس القروي لجماعة سيدي لحسن، 40 سنة يقطن بنفس الدوار، على توجيه ثلاث طعنات بالسلاح الأبيض للضحية، حسب شهود عيان، إحداها على مستوى الكتف والثانية قريبة من القلب والثالثة في أسفل البطن على مستوى المعدة. أحد أبناء القبيلة وابن عمومة المتخاصمين أرجع أسباب الاعتداء إلى نزاعات تطفو على السطح كلما اقترب موعد إجراء الانتخابات، حيث كان الضحية ينوي الترشح للانتخابات المقبلة، الأمر الذي أثار حفيظة المعتدي الذي حاول في البداية مساومة الضحية بالمال مقابل تنازله عن الترشح للانتخابات حسب ما أكده له شقيق الضحية، لكن هذا الأخير تمسك بموقفه. وأضاف الشاهد أن هناك أسباب أخرى لعل أهمها رغبة ثلة من المستفيدين من بقاء الأوضاع على ما هي عليه (ويتم اللعب على وتر الأرض في مثل هاته الحالات). مباشرة بعد الحادث تم نقل الضحية إلى المستشفى الإقليمي بتاوريرت حيث أجريت له عملية جراحية، ومنه تم نقله إلى قسم العناية المركزة بالمستشفى الجامعي بوجدة حيث لا زال يرقد هناك في حالة صحية جدّ متدهورة، فيما سلم المعتدي نفسه إلى عناصر الدرك الملكي مباشرة بعد اقترافه لجريمته، والذي وضعته تحت الحراسة النظرية للتحقيق معه قبل إحالته على العدالة بالمنسوب إليه في انتظار ما ستؤول إليه الحالة الصحية للضحية.