رمى نور الدين البيضي رئيس فريق يوسفية برشيد والعضو الجامعي كرة ساخنة في ملعب جامعة كرة القدم، عندما زعم وجود تلاعبات في بطولة القسم الثاني، ولم يكتف البيضي بالتلميح فقط، بل إنه قال بالحرف: «إن فوز مولودية وجدة على جمعية سلا في ميدان هذا الأخير يؤكد وجود «تلاعبات»، متسائلا:» كيف يخسر مولودية وجدة أمام بطل القسم الثاني اتحاد طنجة في ملعبه»؟ الاتهامات هنا صريحة وواضحة، فبيضي اتهم ثلاث فرق، وهي مولودية وجدة وجمعية سلا واتحاد طنجة. الاتهامات بالتلاعب ليست جديدة، فدائما كانت هناك تلميحات هنا أو هناك، بيد أن الأمر هذه المرة مختلف، فالأمر يتعلق برئيس فريق، هو في الوقت نفسه عضو جامعي ويرأس لجنة القوانين والأنظمة، كما أن هذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها عضو جامعي بتصريح مثير للجدل. في هذا الملف هناك الكثير من الأمور التي يجب الانتباه إليها، والتي يجب ألا تمر مرور الكرام، وإلا سنجد أنفسنا ندور في نفس المتاهة، وبالتالي بدل أن تمضي الأمور إلى الأمام فإن الكرة المغربية ستعود إلى الخلف، وسنجد أنفسنا إزاء فوضى، وتشهير بالفرق، وإساءة للمشهد الكروي. إذا كان بيضي يملك الأدلة على وجود تلاعب في المباريات التي تحدث عنها، فعليه أن يقدم الدليل على ذلك، وحينها ستكون الجامعة ملزمة باتخاذ القرارات الملائمة في حق المتورطين، وتحويل الملف إلى القضاء، أما إذا لم يكن السيد بيضي يملك أي دليل على الاتهامات بالتلاعب التي وجهها لفرق لها مكانتها في الكرة المغربية فهنا سيكون على جامعة كرة القدم أن تعاقب بيضي وأن تحرك الآليات القانونية التي لديها، بدل أن تكتفي بالتفرج، علما أن هناك لجنة للأخلاقيات أنشئت من أجل هذا الغرض، لا نعرف إلى اليوم لماذا لا تقوم بعملها وتوجد في حالة جمود، مع أن هناك تصريحات سابقة لأعضاء في المكتب الجامعي أثارت الكثير من الجدل لكن الجامعة اكتفت بالصمت. وعندما نعلم أن فريق اتحاد طنجة عندما خسر مباراته أمام مولودية وجدة بملعبه لم يكن قد ضمن الصعود بعد، بل واحتاج إلى ثلاث جولات أخرى بعد تلك المباراة ليضمن الصعود، إذ لم يتحقق له ذلك إلا بعد أن عاد بتعادل من برشيد أمام فريقها المحلي يوسفية برشيد الذي يرأسه بيضي، فإن التساؤل عن مصداقية تصريحات بيضي يبدو ملحا. إن الكرة اليوم في ملعب الجامعة، التي عليها أن تحتكم إلى القانون، وأن تتابع الملف، لأنه لم يعد مقبولا أن تلوذ بالصمت، كما أنه ليس مقبولا أن يتم معالجة الملفات على مستوى لجنة الأخلاقيات بالكثير من الانتقائية. هل هي صدفة، أن تخرج الكثير من التصريحات المثيرة للجدل من لدن أعضاء في المكتب الجامعي؟ وهل هي صدفة كذلك أن تتفجر في كل مرة قنبلة جديدة؟ وأليست الجامعة في حاجة إلى تغيير يشمل الكثير من أعضاء مكتبها الجامعي الذين يعتقد بعضهم أن الأمر يتعلق ب»وزيعة» وليس بمكتب جامعي من المفروض أن يضع الكرة المغربية على السكة الصحيحة.