في أقل من شهرين، طار إلى العاصمة البريطانية، لندن، ستة وزراء مغاربة، يتحملون حقائب قطاعات مهمة، في محاولة لعرض فرص الاستثمار بالمغرب واستمالة رؤوس الأموال الإنجليزية. مصدر رفيع المستوى أكد ل«المساء» أن هناك إرادة على أعلى مستوى لتقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، واعتبر تعيين الأميرة لالة جمالة العلوي سفيرة للمغرب بلندن بداية للإشارات القوية التي تبرز رغبة المغرب في التقرب أكثر من بريطانيا. وعزا المصدر أسباب تغيير المغرب لوجهته من فرنسا وإسبانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية إلى بريطانيا إلى ما وصفه ب«ضيق الأسواق التاريخية»، قبل أن يضيف قائلا: «تعلمون أن اتفاق التبادل الحر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لا نستفيد منه كما يجب، وكما توقعنا». واعتبر مصدر «المساء» أن السوق البريطانية «أرض خصبة» لاستقبال منتوجات مغربية تعزز مداخيل الصادرات المغربية التي تأثرت بفعل الأزمة المالية العالمية. وأشار إلى أن بريطانيا أقرب إلى المغرب من الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكدا عدم استغلال قرب المسافة التي لا تتعدى الثلاث ساعات عبر الطائرة. وفي سياق مماثل، أوضح المصدر أن دخول المغرب إلى الحي المالي اللندني سيكون بمثابة انفتاح على عالم المال والأعمال لدول تحصر تعاملاتها مع بريطانيا، مبرزا أهمية استغلال العلاقات السياسية بين البلدين لتحسين العلاقات الاقتصادية المغربية. ويروم المغرب أن يجعل من بريطانيا أحد الشركاء الاقتصاديين الأساسيين في إطار استراتيجية الانفتاح التي ينهجها المغرب بهدف تنويع علاقاته ومبادلاته مع مختلف الفاعلين على الساحة الدولية، خاصة من خلال إبرام اتفاقيات للتبادل الحر. خلال المناقشات التي تلت عروض الوزراء المغاربة الأربعة الذين انتقلوا إلى لندن خلال الندوة المغربية السنوية للاستثمار، تعالت أصوات إنجليزية من داخل القاعة تتساءل عن تحديات المغرب المستقبلية وضمانات نجاح استثماراتهم المفترضة. بعض المستثمرين الإنجليز عبروا عن عدم معرفتهم، عن قرب، بمؤهلات المغرب وما يوفره للمستثمرين على مستوى مناخ الأعمال. آخرون بدوا، من خلال مداخلاتهم، متحمسين لخوض مغامرة الاستثمار في المغرب، فيما تساءل أحد المستثمرين عن التحديات الكبرى التي تواجه المغرب في قطاعات العدل والصحة والتعليم، ووضع آخر سؤالا مباشرا عن أسباب عدم تواصل الشركات المغربية المدرجة في بورصة الدارالبيضاء باللغة الإنجليزية، واعتبر أن مشكل اللغة يظل قائما بين المملكتين. قبل حوالي شهر، عرض عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، فرض الاستثمار الفلاحي بالمغرب أمام مستثمرين بريطانيين. وقبل يومين، أبرز كل من صلاح الدين مزوار وأحمد الشامي وأمينة بنخضرا والطيب الفاسي الفهري ما يوفره المغرب للظفر باستثمارات بريطانية، في الوقت الذي يرتقب فيه أن تواصل سفارة المغرب بلندن تنظيم لقاءات مشابهة لتقوية الاستثمارات البريطانية بالمملكة وفتح السوق الإنجليزية أمام المصدرين المغاربة.