تمكن فريق الوداد البيضاوي من الاحتفاظ بصدارة البطولة الوطنية الاحترافية مبتعدا بثلاثة نقاط عن مطارده المباشر أولمبيك خريبكة، بعد عودته بفوز ثمين من قلب العاصمة الدكالية على حساب الدفاع الحسني الجديدي بهدفين دون مقابل وقهما المهاجمين أونداما وإيفونا ، في واحدة من قمم الدورة 27 من البطولة الاحترافية التي احتضن اطوارها ملعب العبدي في مباراة شهدت حضورا جماهيريا كبيرا . ولأن أغلب مباريات الدفاع الجديدي والفرق البيضاوية تجلب الانظار وتحبس الانفاس ، فقد استأثر قمة الجولة 27 من البطولة الاحترافية بين الدفاع الحسني الجديدي والوداد البيضاوي باهتمام المتتبعين، وخاصة جماهير الفريقين الذين حجوا بكثافة الى ملعب العبدي وحولوا مدرجاته الى عرس رياضي باللونين الأخضر والأحمر و كانا على موعد مع مواجهة قوية ، وخاصة بالنسبة للفريق البيضاوي الذي يلعب هذه المباراة الاقتراب اكثر من لقب البطولة والابتعاد عن مطارده المباشر اولمبيك خريبكة. وباعتبار ان القمة كانت استثنائية، فقد طبعت إدارة الدفاع الجديدي اكثر من 16200 تذكرة ، خصص ثلثها 6500 لفائدة جماهير الوداد البيضاوي ونظرا للأهمية التي تكتسيها هذه المباراة، فقد قررت ولاية المن بالدارالبيضاء الرفع من مستوى التدابير المواكبة لتنقل الجماهير من مدينة الدارالبيضاء إلى غاية مدينة الجديدة. وبالتالي تقرر كذلك الرفع من عدد العناصر الأمنية المواكبة للجماهير إلى حوالي 55 رجل أمن، على رأسهم رئيس الخلية والعناصر التابعة له، بتنسيق تام ومتواصل مع المصالح المركزية ومصالح أمن مدينة الجديدة إضافة إلى مصالح الدرك الملكي على امتداد الطريق الذي سيشهد مرور سيارات الأمن والجماهير الودادية ذهابا وإيابا. ولأن المباراة تشكل منعطفا حاسما لودادي الامة ،لتعبيد الطريق لانتزاع اللقب الذي غاب عن خزينة القلعة الحمراء لزمن ليس بالقصير، فقد خصص مسؤولوه منحة استثنائية قدرت ب 20 ألف درهم للاعبين في حال العودة بنقاط الفوز من قلب ملعب العبدي بالجديدة ، وفي المقابل قرر مسؤولو الدفاع الجديدي الرفع من سقف المنحة التحفيزية للفريق بصفة استثنائية إلى عشرة آلاف درهم، وتحقيق ثلاث نقاط تقرب الفريق أكثر من المنافسة على المراتب الاربع الاولى المؤهلة إلى المنافسات الإفريقية أو العربية . ولان هاجس تحقيق نتيجة ايجابية كان القاسم المشترك بين الفريقين ، فقد راهن طوشاك ، على خبرة لاعبيه وقوة احتياطه رغم غياب اللاعب الإيفواري بكاري كوني عن تشكيلة الفريق، وفي المقابل عانا طارق مصطفى مدرب الدفاع من تقلص هامش اختياراته البشرية بفعل الأعطاب التي أبعدت عددا ركائزالفريق الاساسية كالحارس زهير لعروبي الذي استعان بطبيب مختص لتبرير غيابه عن المواجهة خاصة وانه وقع عقدا مبدئيا لموسمين مع الوداد الوداد البيضاوي، وسفيان كدوم والعميد عادل صعصع اللذان اصيبا بكسر خلال المباريات السابقة ،وأسامة لغريب الذي احتفظ به المدرب في دكة الاحتياط لعدم جاهزيته ، كما استبعد طارق اللاعب بكر الهيلالي لأسباب انضباطية ، وبالتالي اضطر المدرب المصري الى تغيير مراكز بعض اللاعبين للحفاظ على توازن الدفاع الجديدي. ولأن طوشاك حضر إلى مدينة الجديدة بغاية العودة بثلاث نقاط ،فقد اعتمد نهجا تكتيكيا هجوميا واضحا بإقحام رأسي حربة أونداما وإيفونا اللذان خلقا متاعب كبيرة لمدافعي الدفاع الجديدي ، ولان خيارات المدرب طارق مصطفى كلنت قليلة، فقد استعان بالمهاجم التشادي كارل ماكس بعد ان ابعده عن تشكيلة الفريق خلال الدورات السابقة لتراجع مستواه بشكل كبير ، وهو ما تأكد خلال اطوار الجولة الاولى. وبالرجوع إلى أطوار المباراة فقد كانت ربع ساعة الأولى كافية لأبناء الولزي طوشاك لفك طلاميس المصري طارق مصطفى، اذ تمكن الكونغولي فابريس أونداما من افتتاح حصة التسجيل مبكرا في الدقيقة 14 بعدما استغلاله لهجوم منسق و ارتباك في خط دفاع الدفاع الحسني الجديدي، وحاول بعد ذلك فرسان دكالة العودة في المباراة لكن محاولاتهم كانت محتشمة و خجولة امام تكتل دفاع الوداد البيضاوي الذي ظل حارسه عقيد محمد في راحة شبه تامة خلال الجولة الاولى. ومع بداية الجولة الاولى اقحم المدرب طارق مصطفى، اللاعب الايفواري دياكيتي مكان التشادي كارل ماكس الذي ظل تائها طيلة الجولة الاولى، فتحسن اداء فرسان دكالة وبادرت العناصر الجديدية إلى القيام ببعض الهجومات من اجل العودة وتحقيق التعادل، وقد خلقوا بعض الفرص بقيادة دياكيتي الذي انعش هجوم الدفاع، مما دفع بجون توشاك الى اقحام الهجهوج مكان أونداما، ولان المصري طارق مصطفى كان يبحث بجدية عتى تحقيق التعادل فقد اقحم باللاعب الهوا مكان أنور جيد. وعكس ما انتظرته الجماهير الحاضرة نزل إيقاع المباراة، وتركز اللعب في وسط الميدان الذي عرف اكتظاظا باللاعبين، واذا كانت متاعب فرسان دكالة ازدادت بطرد المدافع عبد القادر قاضي بعد تدخل خشن في حق البديل المترجي، فقد فرض ذلك على المدرب المصري تعزيز وسط الدفاعي باقحام اللاعب حصة مكان حدراف، وفي المقابل أقدم طوشاك الى الدفع بعطوشي مكان حسني وذلك بهدف تأمين النتيجة قبل أن ينجح اللاعب الغابوني ماليك إيفونا في خطف الهدف الثاني لصالح الفريق الأحمر من هجمة مرتدة، في الوقت بدل الضائع من المواجهة.