عاد سكان حي العرفان بمنطقة بوخالف بطنجة، إلى الاحتجاج بعد أشهر من الهدوء الذي خيم على المنطقة، التي تعد أكبر تجمع للمهاجرين غير النظاميين الأفارقة، حيث رفع عشرات المحتجين، الأحد الماضي، شعارات منددة بتفشي «الفساد» بالمنطقة وكذا باحتلال الشقق. وعبر المحتجون عن غضبهم لغياب الأمن عن المنطقة، والذي فسح المجال، حسبهم، لأنشطة وممارسات غير أخلاقية يقوم بها مهاجرون أفارقة غير نظاميين، وفي مقدمتها إعداد فضاءات للدعارة وتحويل شقق ومحلات تجارية محتلة إلى حانات عشوائية وأوكار لتعاطي الممنوعات. وجدد المحتجون تذكير السلطات بأن عدة شقق ومحال تجارية بالمنطقة محتلة من طرف مجموعات من المهاجرين الأفارقة، خاصة التي يوجد أصحابها خارج أرض الوطن، مطالبين بتوفير حراسة أمنية للمنطقة ذات الطابع الحساس اجتماعيا وأمنيا. ويقول المحتجون إن كل الوعود التي يتلقونها من ممثلي السلطة بعد كل حادث دام تعرفه المنطقة، تذهب أدراج الرياح بعد عودة الهدوء إلى حي العرفان، وطالب بعض السكان بإنشاء مخفر أمن بالمنطقة وإفراغ الشقق المحتلة ومطاردة مروجي الممنوعات وممتهنات الدعارة. وكان حي العرفان بطنجة قد شهد عدة اشتباكات دامية بين مغاربة وأفارقة، تكون خلفياتها في الغالب طريقة العيش المختلفة بين الطرفين، وكذا اتهامات السكان المغاربة هناك للمهاجرين الأفارقة غير النظاميين ب»الفساد» واحتلال ممتلكات الآخرين. وكان مجمع العرفان قد شهد في غشت الماضي أعنف المواجهات بين مغاربة وأفارقة، وأدى حينها الصراع إلى مقتل شاب سينغالي يحمل وثائق الإقامة، وتحولت الاشتباكات إلى مواجهات مباشرة بين الأفارقة وعناصر الأمن، تلتها مسيرة ضخمة للأفارقة في اليوم الموالي.