علم من مصدر موثوق أن عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، شكل، أول أمس، لجنة للتحقيق في حادث انطلاق قطار من محطة القنيطرة بدون سائق، والذي كاد أن يتسبب في كارثة غير مسبوقة لولا أن القطار كان يسير على خط سككي ثانوي يقارب طوله 1500 متر، وينتهي عند المدخل الشمالي لمدينة القنيطرة. وكشف المصدر نفسه أن رباح سارع، فور إشعاره بالخبر، إلى إيفاد لجنة للتحقيق إلى القنيطرة، في اليوم نفسه، تضم الكاتب العام للوزارة وآخرين من المكتب الوطني للسكك الحديدية، للكشف عن الملابسات الحقيقية لهذا الحادث، وتحديد المسؤوليات. وقال المصدر ذاته إن المحققين استمعوا إلى العديد من المسؤولين، وكذا إلى السائق الذي غادر مقصورة قيادة القطار المكوكي السريع للحظات، بعد أن شغل محركه استعدادا لرحلة في اتجاه الدارالبيضاء، قبل أن يفاجأ بأن هذا الأخير انطلق بدونه في الاتجاه المعاكس، وهو ما تسبب في حالة ارتباك في صفوف العاملين بالمحطة. وحسب معلومات مؤكدة، فإن وزير التجهيز والنقل، توصل، يوم أمس، بالنتائج النهائية للتحقيقات التي باشرتها اللجنة سالفة الذكر، والتي أشارت في تقريرها إلى المسؤولية المباشرة للسائق عن هذا الحادث الخطير، حيث بات من المرتقب أن تطال سائق القطار السريع عقوبات تأديبية وفق ما ينص عليه النظام الداخلي لمستخدمي النقل السككي. وكان القطار السريع رقم 18 قد غادر محطة القنيطرة بدون سائق، صباح أول أمس، وعلى متنه 20 راكبا، بينهم نساء ورجال وأطفال، أصيبوا جميعا بهلع ورعب شديدين، خاصة بعدما اصطدمت مقدمة القطار بحاجز حديدي منصوب عند نهاية السكة بمنطقة الحي الصناعي »الساكنية«، ليسير القطار بالمسافرين أمتارا قليلة فوق التراب، قبل أن يتوقف بشكل تلقائي، بعدما كانت المقطورة الأولى على وشك الانقلاب. وعاينت »المساء« فرق التدخل التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية وهي تهرع إلى مكان الحادث، حيث ظلت لساعات تحاول جر القطار، الذي أصيب بأضرار بليغة، ووضع ما زاغ منه على السكة الحديدية، هذا في الوقت الذي أكدت فيه المصادر أن سيارات تابعة للنقل السككي، تكفلت بنقل ركاب القطار إلى محطة القنيطرة، بعدما تبين عدم إصابتهم بأي أذى. ويشار إلى أن العديد من المسؤولين بمحطة القطار حاولوا، في أول وهلة، طمس حقيقة ما جرى، والتقليل من خطورته، بالادعاء بأن القطار المكوكي السريع الذي انطلق بدون سائق، لم يغادر المحطة، وعمدوا إلى إشاعة معلومات مغلوطة بشأن هذا الحادث، قبل أن تنفضح الأمور، بعدما سارع العديد من ركاب القطار المذكور إلى إشعار أقربائهم بملابسات الحادث.